أمد/ انتهت الحرب… أو هكذا يُقال.

لكن غزة لا تُقاس باتفاقٍ يُعلن، بل بما تبقّى فيها من نبضٍ ومن بشرٍ ينهضون من بين الركام.

في زحمة المواقف والمشاعر،

بين من يفرح بالنجاة، ومن ينوح على ما فُقد،

يبقى الأجدر بنا أن نُصغي لصوتٍ واحدٍ فقط:

صوت الإنسان الذي دفع الثمن الأكبر،

وصمد، لا لأنه أراد الحرب، بل لأنه أُجبر على البقاء فيها.

هذه ليست ساعة فرح،

ولا ساعة شكرٍ لمن خاض أو فاوض،

بل لحظة تأملٍ في طريقٍ طويلٍ أنهك الجميع،

وفي دروسٍ كثيرةٍ تُركت على قارعة الحرب لمن أراد أن يتّعظ.

غزة اليوم تحتاج إلى من يضمد جراحها لا إلى من يتنافس على تمثيلها،

إلى من يعيد للناس ثقتهم بأن الغد يمكن أن يكون أقل قسوة،

وأن الإعمار الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان قبل الحجر.

فلنترك للناس حقّ الحزن وحقّ الحياة معًا،

ولنمنحهم فرصة ليلملموا شتات أرواحهم دون وصاية ولا شعارات.

غزة لا تطلب أكثر من الهدوء لتتنفّس،

والكرامة لتعيش،

والصدق ممّن يزعمون أنهم حملوا همّها.

فهذه الأرض، وإن أثقلها الألم،

تعرف كيف تقوم دائمًا بثوبٍ من الصبر والكرامة.

شاركها.