أمد/ واشنطن: يُثير رجل أعمال أمريكي يُدعى غينتري بيتش، وهو صديق قديم ومقرب من دونالد ترامب الابن، موجة من الإحراج والارتباك الدبلوماسي على الساحة الدولية، مستغلًا قربه من عائلة الرئيس للترويج لصفقات تجارية بمليارات الدولارات في قطاعات مثل التعدين، وخطوط أنابيب النفط، والعقارات الفاخرة، حول العالم.
الوضع أصبح مُحرجًا بشكل متزايد، حيث يترك بيتش وراءه سلسلة من علامات الاستفهام لدى الحكومات الأجنبية التي تكافح لتحديد ما إذا كان يُمثل مصالح شخصية مغامرة أم أنه مبعوث اقتصادي غير رسمي لإدارة ترمب.
“دبلوماسية اقتصادية” بصبغة خاصة
منذ عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، أسس بيتش شركة “أميركا أولاً غلوبال” (America First Global)، وسارع إلى زيارة نحو 20 دولة لمقابلة رؤساء وقادة أعمال، مقدمًا نفسه على أنه يمارس “دبلوماسية اقتصادية” جديدة تتماشى مع رؤية ترامب لحل النزاعات العالمية عبر تمكين الشركات الأمريكية. هو يدّعي أن جلب الاستثمارات الأمريكية إلى “المناطق الساخنة” يربط المصالح الاقتصادية بالعلاقات الجيدة مع واشنطن.
الحكومات في حيرة من أمرها
في الكونغو وباكستان، تكررت زيارات بيتش الذي روّج لنفسه كـ”مبعوث اقتصادي باسم الرئيس ترمب”، متحدثًا عن استثمارات ضخمة.
في أبوظبي، حاول الديوان الملكي فهم علاقته بالإدارة بعد أن طرح مشروعًا لسكك حديدية تربط دول الخليج.
وفي ألمانيا، فوجئ المستشار أولاف شولتس بسماع أن صديقًا لترمب الابن مهتم بشراء حصة في مشروع “نورد ستريم 2” الروسي الخاضع للعقوبات.
ترامب الابن يُنكر العلاقة
على الرغم من أن بيتش وترامب الابن تربطهما صداقة عميقة تعود إلى أيام الدراسة في جامعة بنسلفانيا، وكان بيتش إشبين زفافه عام 2005، إلا أن ترامب الابن أصبح منزعجًا من استخدام صديقه لاسمه.
في أغسطس الماضي، أُرسلت إلى بيتش رسالة “توقف وكفّ” من محامي ترامب الابن لمنعه من الادعاء بوجود شراكة بينهما، في خطوة تؤكد محاولة الابن النأي بنفسه عن مشاريع بيتش المشبوهة. فخلال رحلاته الخارجية، اضطر الابن إلى نفي أي علاقة بمشاريع صديقه، رغم أنه لم يعلن علنًا قطع العلاقة به.
ارتباك دولي ونفوذ غير رسمي
يمثل بيتش ظاهرة تتنامى في إدارة ترمب الثانية، حيث يستغل رجال الأعمال القرب الشخصي من العائلة الرئاسية لتسويق أنفسهم دوليًا، ما يخلق تداخلاً خطيرًا بين النفوذ السياسي والمصالح التجارية.
الأمر يزداد تعقيدًا في ظل التخفيضات الكبيرة في عدد الدبلوماسيين الأمريكيين بالخارج، مما يترك السفارات شبه فارغة ويُجبر الحكومات الأجنبية على التعامل مع شخصيات مثل بيتش، خوفًا من تهميشها.
أحد السفراء الأمريكيين السابقين علّق: “من وجهة نظر الحكومات الأجنبية، الأمر مربك… لا يستطيعون تجاهلهم”.
سجل بيتش المضطرب والدعاوى القضائية
على الرغم من سجل بيتش المهني المضطرب المليء بالتقلبات والدعاوى القضائية، وتأكيد الصحيفة أن بعض الشركات التي ذكرها غير موجودة فعليًا، إلا أنه يصر على أنه “رجل أعمال لا أكثر” و”لا يستخدم اسم ترامب في أعماله”، لكنه يعترف بالإشارة إلى صلاته بواشنطن كعامل لتعزيز الثقة.
الحقيقة تبقى أن صفقاته لم تتحقق في معظمها، لكنه مستمر في جولاته العالمية باسم “أميركا أولاً”، مثيرًا السؤال: هل هو مجرد “رجل أعمال مغامر” أم “ظل غير رسمي لإدارة ترمب” يختبر مدى قوة النفوذ العائلي؟