تستعد الممثلة المغربية الشابة أمنية الشفشاوني لخوض تجربة فنية جديدة من خلال عرضها المسرحي “هاربات”، الذي تراهن عليه ضمن جولة وطنية ستقودها إلى عدد من مدن المملكة، لتقديم عمل درامي بعيون نسائية خالصة، يسلط الضوء على الهجرة ومعاناة النساء في وجه واقع قاس ومليء بالمآسي.

وفي تصريح لجريدة هسبريس قالت الشفشاوني إن مشاركتها في هذا العمل جاءت بعد تعاون سابق مع عدد من زميلاتها في مشروع “نوستالجيا”، وهو ما خلق بينهن انسجاما فنيا دفعهن إلى التفكير في كتابة مسرحية جديدة “تكون نسائية مئة في المئة، تعالج موضوعا حساسا من زاوية مختلفة”.

وأضافت الممثلة ذاتها أن المسرحية تتطرق لموضوع “هجرة النساء اللواتي يهربن من واقع مر فيه العذاب والقهر، بحثا عن العيش وفرصة أفضل، لكنهن يصطدمن في بلد الهجرة بواقع مختلف تماما عما كن يتوقعنه، واقع فيه تحرش معنوي وجسدي، ويجدن أنفسهن في عالم يفرض عليهن فيه ما لم يخترنه، كما يحدث مع كثيرين ممن ينتهي بهم المطاف في طرق مظلمة تقود إلى الجنون أو الانتحار أو الانزلاق في مسارات سلبية”.

وتابعت المتحدثة بأنها تجسد في هذه المسرحية شخصية أمل، وهي امرأة هاجرت من بلدها بحثا عن فرص شغل بعدما تعرضت للاغتصاب، وكان ذلك الحدث المؤلم سببا في قرارها الهجرة والهروب من مجتمع يحملها عبء ما لم تقترفه، مضيفة أن هناك أيضا طابوهات أخرى يلامسها النص سيكتشفها الجمهور خلال العرض.

وعن تفاعل الجمهور المحتمل مع العمل أكدت أمنية الشفشاوني أنها وزميلاتها لسن متخوفات من ردود الفعل، لأنهن يناقشن طابوهات غير مسبوقة، وأي تفاعل سيعتبرنه إيجابيا، لأنهن يوصلن رسائل ويطرحن مواضيع معاشة تعالج بصدق على الخشبة.

ويتمحور الصراع الدرامي في مسرحية “هاربات” حول ثلاث شخصيات رئيسية: سعيدة التي تستسلم للخوف، وأمل الباحثة عن بداية جديدة تصطدم بواقع مظلم، وعائشة التي تحضر كطيف يروي تفاصيل انتحارها.

وفي توليفة بصرية متقنة سيوظف العرض الإضاءة والديكور بشكل تعبيري يعكس التوتر الداخلي ويعري وهم الهجرة الذي يبدأ بالحلم وينتهي بالكابوس.

جدير بالذكر أن هذا العمل من تأليف حفصة الخال، وإخراج عبد الفتاح عشيق، وتشارك في أدائه إلى جانب أمنية الشفشاوني كل من خولة احجاوج، وهجر المسناوي، وحفصة الخال، وهو قطعة مسرحية ستقدم رؤية جريئة للواقع الإنساني، وتمنح الكلمة لنساء على الهامش، يروين بصوت واحد حكايات عن الاغتراب، الألم، والأمل المعلق على حدود المستحيل.

الشفشاوني: "هاربات" يكسرن الصمت .

المصدر: هسبريس

شاركها.