حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء اليوم السبت، حركة حماس على المضي قدما في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، وأشاد “بتوقف الغارات الإسرائيلية على غزة”، وهدد قائلا: “على حماس التحرك بسرعة، وإلا كل شيء ممكن”.
وكتب الرئيس على منصته الخاصة “تروث سوشيال”: “أقدّر توقف إسرائيل مؤقتا عن الغارات، لإتاحة الفرصة لتحرير الأسرى والتوصل إلى اتفاق سلام”.
وقد جاء منشور الرئيس الأمريكي على خلفية التطورات الدراماتيكية منذ ليلة أمس حول الاتفاق: بعد أن نقلت حماس ردها على خطة “21 نقطة” التي اقترحها ترامب والتي أعلنت فيها استعدادها لإطلاق سراح جميع المحتجزين وفق الخطة، لكنها لم تتطرق إلى القضايا الخلافية الرئيسية مثل نزع سلاحها.
ورحّب ترامب بذلك وأعلن أنه يعتقد أن حماس “مستعدة لسلام مستدام”، وطالب إسرائيل بوقف الغارات على غزة.
وحسب وسائل إعلام عبرية، بدأ في الساعة الثالثة من فجر اليوم وقف إطلاق النار الأحادي الجانب فعليا، وانتقل الجيش الإسرائيلي بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الهجوم إلى الدفاع في القطاع.
وأعلن نتنياهو الليلة في بيان استثنائي عن الاستعداد لـ”الإفراج الفوري” عن الأسرى وفق خطة ترامب، وقال مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى إن هذه الخطوات جرت على ما يبدو بالتنسيق مع الرئيس وأن إسرائيل “لم تتفاجأ”.
ورغم أن إسرائيل تتنازل فعليا عن مبدئها القائل بأنها ستجري المفاوضات فقط تحت النار، أشار المسؤول إلى أنه “لم يكن لدينا من قبل اتفاق كهذا حيث نحصل على جميع الأسرى، ونبقى في غزة، ونواصل إدارة المفاوضات”.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب نشر على منصته الاجتماعية تهديدا موجها إلى حركة حماس وحدد مهلة لقبول خطة من 21 بندا اقترحها، محذرا من أن أبواب جهنم ستفتح على الحركة إذا رفضت الاتفاق.
وقال ترامب في منشور طويل على شبكة “تروث سوشيال” إن الخطة تمثل “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى اتفاق، وأضاف: “إذا لم يتحقق هذا الاتفاق الأخير فإن جهنم كما لم يرها أحد من قبل ستنفجر ضد حماس”.
وتوجه الرئيس برسالة إلى سكان غزة طالبهم فيها بمغادرة المناطق التي وصفها بأنها قد تصبح “مناطق موت محتملة” فورا إلى مناطق أكثر أمنا داخل القطاع، مؤكدا أن من يغادرون سيعاملون معاملة حسنة من الجهات المستعدة لتقديم المساعدة، وأن حماس ستمنح فرصة أخيرة.
وأكد ترامب أن دولا غنية وقوية في الشرق الأوسط ومحيطه، إلى جانب الولايات المتحدة، وافقت على الاتفاق مع إسرائيل بهدف تحقيق سلام تاريخي في المنطقة، مشددا على أن الاتفاق سيوفر أيضا حياة مقاتلي حماس الباقين إذا قبلوا الشروط.
وحدد الرئيس مهلة نهائية لقبول الاتفاق حتى مساء الأحد الساعة السادسة بتوقيت واشنطن العاصمة، وقال إن “كل دولة وقعت” وأن أمام حماس فرصة أخيرة، وإلا فستتعرض لرد عنيف. وختم المنشور بتحية وشكر مخاطبا الجماهير.
وفي تفاصيل خطة ترامب، التي تداولت وسائل الإعلام عنها، تقضي بوقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين البالغ عددهم 48 شخصا بحسب الجانب الإسرائيلي (من بينهم نحو 20 على قيد الحياة وفق إسرائيل) خلال 72 ساعة مقابل مئات من عناصر حماس، وانسحاب إسرائيلي مرحلي لقواتها مع تفكيك تسليحي لحماس.
وتنص المقترحات على بقاء قوات إسرائيلية في مناطق فاصلة “حتى تصبح غزة مؤمنة”، وعدم مشاركة حماس في إدارة القطاع، وتقديم مساعدات إنسانية مكثفة وإعادة إعمار، مع نقل الإدارة المدنية إلى حكومة تقنية مؤقتة مدعومة من دول عربية ومجلس سلام دولي يقوده ترامب ويضم شخصيات مثل توني بلير.
ونقلت تقارير عن تسريبات مفاوضية تفيد بأن دول الخليج قد تروج للخطة حتى لو لم توافق حماس، معتبرة أنها “أفضل فرصة منذ بدء الحرب”.
إلا أن حماس أبلغت الوسطاء أن فتح مراكز احتجاز وإيجاد كل أماكن المحتجزين يستغرق وقتا تقنيا كبيرا وأن العملية قد تحتاج أسبوعا على الأقل، كما أبدت الحركة تحفظات على بند التفكيك الكامل للسلاح، مشيرة إلى استعدادها لإيداع “أسلحة هجومية” لدى جهات خارجية أو الأمم المتحدة مع الاحتفاظ بما تسميه “أنظمة دفاعية”.
كما رفضت حماس مبدأ آلية رقابة دولية عربية وبقاء القوات الإسرائيلية في غزة، ورأت أن القضايا طويلة الأمد المتعلقة بمستقبل القطاع وحقوق الفلسطينيين يجب أن تُبحث داخل إطار فلسطيني شامل.
مع ذلك لم ترفض الحركة الخطة رفضا قاطعا بل أعربت عن تحفظات مع التأكيد على مطلب “إطلاق سراح كامل الأسرى” و”انسحاب كامل من الأراضي المحتلة” كشرطين أساسيين.