ثلاث كلمات قالها دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة “ون أمريكا نيوز”: “سنحصل على غزة”. نطقها كمن يوقّع صفقة عقارية، لا كمن يتحدث عن مصير شعب يتعرّض للقتل والتشريد.
هل كانت زلّة لسان أم إعلانًا صريحًا عن نوايا استعمارية لا تموت؟ هل صارت دماء الغزيين بندًا في خطة تُدار من غرف القرار بواشنطن كما تُدار أوراق البورصة؟
ترامب — الذي يتفاخر بأنه “أنهى سبع حروب” — يتعامل مع غزة كجائزة تُمنح في تسوية كبرى، متجاهلًا أن غزة ليست مجرد رقعة جغرافية بل مليونان ونصف إنسان يقبعون تحت حصارٍ وقصفٍ وحرمان. لا يذكر قوله شيئًا عن إنهاء الاحتلال أو عودة اللاجئين أو وقف ما يوصف بالإبادة الجماعية؛ بل تحدث عن صفقة مؤلفة من بنود تبدأ بالإفراج عن أسرى وتصل إلى نزع سلاح المقاومة.
هذه الرؤية لا ترى في غزة أرضًا محتلة، بل سلعة. وهي رؤية تقرأ الصراع بعينٍ حسابية بحتة، وتُعرّض حقوقًا إنسانية وسياسية لصفقاتٍ لا تعالج جذور المشكلة ولا تُعيد للمظلومين حقوقهم.
غزة ليست عقارًا في مزاد سياسي. إنها مدينة الصمود والكرامة، لم تُهزم رغم الجوع والحصار والقنابل. ومن يظن أنه “يحصل” عليها بانتصار دبلوماسي سهل، لم يفهم أن شعبًا يقاوم لا يُباع ولا يُهدأ كونه هدفًا.
إن كانت هذه بالفعل خطةٌ مقررة، فليعلم واضعوها أن غزة لا تُؤخذ، بل تُقاوم. وكما لم تُقهر شهادات الملايين، لن تُسلب أرضهم أو مستقبلهم بصفقات تُبرم بعيدًا عنهم.