رغم تأكيدات المسؤولين بأن الجهود جارية لمكافحة النواقل، يشكو سكان مختلف الولايات السودانية، بما في ذلك المناطق التي تُعد آمنة نسبياً وبعيدة عن خط المواجهات، من الانتشار الكثيف للبعوض والذباب والحشرات..
التغيير: الخرطوم
قالت وزارة الصحة الاتحادية، إن التدخلات المكثفة التي نُفذت خلال الأشهر الماضية أسهمت في انحسار الملاريا وحمى الضنك والكوليرا وإبقاء هذه الأمراض في نطاق السيطرة.
وأكدت الوزارة عبر بيان الجمعة أن حملات التوعية التي شاركت فيها قطاعات واسعة من الفاعلين والمهتمين عززت الوعي العام بالقضايا الصحية، وساعدت على بيئة صحية أفضل.
وأشارت إلى أن موسم الخريف عادة ما يشهد انتشار نواقل الأمراض مثل البعوض والذباب، وأن الدمار الذي لحق بالبنية الصحية جراء الحرب فاقم المخاطر الصحية.
وفي الخرطوم، نُفذت حملة لإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض شملت جمع النفايات وأعمال رش لمكافحة البعوض والذباب، مع الإعلان عن خطة لإزالة نحو ستة آلاف طن من المخلفات خلال أربعة أيام.
وفي الجزيرة، شدد مدير عام وزارة الصحة أسامة عبد الرحمن أحمد الفكي على أهمية التنسيق مع التأمين الصحي والإمدادات الطبية لتوفير خدمات علاجية في ظل الظروف الاقتصادية وانتشار الأمراض الموسمية، مؤكداً أن التأمين الصحي يمثل الممول الرئيس للنظام الصحي.
كما بحث المجلس القومي للأدوية والسموم مع هيئة الدواء المصرية التعاون في مجال الدواء، بما في ذلك تبادل الخبرات ومعالجة تحديات الصادرات والتهريب عبر الحدود.
انتشار كثيف للبعوض والذباب
رغم تأكيدات المسؤولين بأن الجهود جارية لمكافحة النواقل، يشكو سكان مختلف الولايات السودانية، بما في ذلك المناطق التي تُعد آمنة نسبياً وبعيدة عن خط المواجهات، من الانتشار الكثيف للبعوض والذباب والحشرات، ما يجعل الأوضاع الصحية أكثر هشاشة.
ويعزو الأهالي ذلك إلى تكدس النفايات، وانهيار خدمات الرش الوقائي، وتلوث مصادر المياه في ظل الحرب الدائرة، الأمر الذي يفاقم مناخ تفشي الأوبئة، ويزيد المخاطر على الأطفال والنازحين خصوصاً.
ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 انهياراً واسعاً في البنية التحتية الصحية والخدمية، حيث تراجعت حملات الإصحاح البيئي، وتوقفت أعمال الرش ومكافحة النواقل في معظم المناطق، فيما تراكمت النفايات في المدن المكتظة بالنازحين.
هذا الوضع أتاح بيئة مثالية لانتشار الحشرات ونواقل الأمراض، ما جعل الكوليرا والملاريا وأمراض الإسهالات أكثر تهديداً لحياة السكان.
المصدر: صحيفة التغيير