قال ناشطون في الفاشر إن “القذائف تنهمر كما المطر” بالمدينة، و”رائحة الموت باتت تملأ الشوارع والدماء تغسل الأرصفة”،

الفاشر: التغيير

وصف ناشطون بولاية شمال دارفور غربي السودان، مدينة الفاشر بأنها “أصبحت اليوم مشرحة مفتوحة تنزف من كل الجهات”.

وقالت إنه منذ ساعات الفجر الأولى تتعرض المدينة لقصف متعمد ومكثف وعنيف يضرب كل شيء دون تمييز “المنازل، الأسواق، المستشفيات” وحتى مراكز الإيواء التي كانت آخر ما تبقى من أمل للنازحين والمشردين.

ومنذ مايو 2024م تفرض قوات الدعم السريع حصاراً على الفاشر عاصمة شمال دارفور، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس، وتسببت المعارك الأخيرة بين الجيش والدعم السريع في قطع طرق الإمداد الرئيسية، ما جعلها تعيش عزلة شبه كاملة.

وقالت لجان المقاومة الفاشر إن “القذائف تنهمر كما المطر لا تفرق بين طفل نائم أو أم تتوسل للسماء أن يحمي الله أبناءها”.

وأضافت أن “رائحة الموت باتت تملأ الشوارع والدماء تغسل الأرصفة، منازل دُمرت فوق رؤوس ساكنيها وأسواق تحولت إلى رماد وأجساد تنتشل من تحت الركام بلا أسماء ولا وجوه فقط أرقام في سجل طويل من المجازر”.

وتابعت اللجان: “أهل الفاشر لا يحتاجون سوى الدعاء الان ويقفون على أنقاض منازلهم، يرفعون أكفهم للسماء، يستغيثون بالله أن يرفع هذا البلاء أن يفك الحصار أن يعيد لهم الحياة التي سُرقت منهم دون ذنب”.

وأمس الخميس، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع ارتكاب هجمات واسعة وجرائم فظيعة ذات دوافع إثنية في مدينة الفاشر، مع تكثيف قوات الدعم السريع هجماتها للسيطرة على عاصمة شمال دارفور المحاصرة لفترة طويلة.

وقال المفوض السامي فولكر تورك في بيان: “بعد أكثر من 500 يوم من الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الدعم السريع، والقتال المتواصل، تقف الفاشر على حافة كارثة أكبر ما لم تُتخذ تدابير عاجلة لتخفيف القبضة المسلحة المفروضة على المدينة وحماية المدنيين”.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.