تشهد محافظات مصرية عدة «حالة طوارئ قصوى» بسبب الارتفاع المفاجئ في منسوب مياه نهر النيل.، وقد أدى هذا الارتفاع إلى غرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وعدد من المنازل المقامة على أراضي «طرح النهر»، خاصة في محافظتي المنوفية والبحيرة على امتداد «فرع رشيد»، بالإضافة إلى تأثر إحدى الجزر النيلية بمركز البداري في محافظة أسيوط.

الخرطوم ــــ التغيير

وصفت «وزارة الموارد المائية والري المصرية» هذا الفيضان بالصناعي و المفتعل،  و أعتبرت أنه ناتج عن «تصرفات أحادية غير مسؤولة» من الجانب الإثيوبي في إدارة سد النهضة. وأكدت الوزارة أن ما حدث يمثل «تهديدًا مباشرًا لحياة شعوب دول المصب» ويخالف القواعد الدولية.

وقالت وزارة الموارد المائية والري المصرية إن مشغلي السد الإثيوبي «خالفوا القواعد الفنية» عبر تخزين كميات مياه أكبر من المتوقع وتقليل التصريفات، ليقوموا بـ «تصريف كميات ضخمة بشكل مفاجئ» عقب احتفال افتتاح السد يوم «9 سبتمبر». وأشارت إلى ان هذا التصريف تزامن مع تأخر الأمطار وارتفاع إيراد النيل الأبيض، مما أدى إلى إغراق أراضٍ زراعية وقرى سودانية.

خسائر مصرية

و أصدر مركز أشمون بالمنوفية بيانًا رسميًا، دعا فيه الأهالي إلى «إخلاء المنازل والأراضي» المحيطة بمجرى النيل فورًا، محذرًا من خطورة البقاء في المناطق المنخفضة، وطالب بوقف الأنشطة الزراعية مؤقتًا.

و سجلت  مصر خسائر أولية في الأراضي الزراعية الغارقة وفقًا لمصادر وزارة الري، شملت: 518 فدانًا في مركز أشمون، 62 فدانًا في مركز منوف، 70 فدانًا في مركز السادات، 35 فدانًا في قرى مركز الشهداء.

أوضحت وزارة الري أن التعديات على مجرى النهر زادات منذ العام 2011، عبر الردم والبناء المخالف، ما قلّص «القدرة الاستيعابية» للمجرى من أكثر من 300 مليون متر مكعب يوميًا إلى نحو 80 مليون متر مكعب فقط، الأمر الذي فاقم من حدة الأزمة. في المقابل، أشارت الوزارة إلى أن ارتفاع التصريف المائي له «فوائد بيئية»، مثل «تحسين جودة المياه» في فرع رشيد.

و أكد رئيس الوزراء  المصري مصطفى مدبولي، أن الحكومة تتابع الموقف بشكل يومي، وتضع «خططًا استباقية» لحماية الأرواح والممتلكات، وقال إن الجهات المختصة جهودها في «الرصد الميداني والتدخل السريع»، وتتصاعد الدعوات لتكثيف الرقابة على مجرى النيل و «إزالة التعديات» بشكل عاجل.

إخلاء مناطق

و تأثرت عدد من القرى المصرية بفيضان النيل حيث قامت لجان من رؤساء الوحدات المحلية القروية بقري «ششت الأنعـــام، نكلا العنــب» بالمــرور على قرى إشليمه موردة إشليمة نكلا العنب للوقــوف علــى إخلاء كافة المبانى سواء حظائر أو منازل أو مخازن، وإخلاء أي تشوينات زراعية على أراضى طرح النيل، حفاظا عليها من التلف وحفاظا على أرواح المواطنين في حالة زيادة منسوب مياه النيل.

وأكد رئيس مدينة إيتاي البارود علــى انعقــاد غرفــة عمليات بالوحدة المحلية بإيتاى البارود وكذلك إنعقاد غرفة عمليات بالوحدات المحلية للقرى الواقعة علــى فــرع النيـل ورفــع درجة الإستعــداد القصوى للتدخل في حال وجود أي حالات طارئة.

و أهابت الوحدة المحلية بمركز إيتاي البارود بضرورة الإبتعاد عن المنازل والمبانــى والأراضــى المجاورة لفرع النيل والإلتزام بالاجــراءات الإحترازيــة والإبــلاغ الفورى في حال وجود أي حالات طارئة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.