وجه الصحفي حمزة الفضيل، مؤسس بودكاست “بصيغة أخرى”، اتهاما مباشرا للسلطة في المغرب بـ”الرضا” عن انتشار ما أسماه بـ”صحافة التشهير” و”صحافة البالوعات”، معتبرا أنها تخدم أجنداتها عبر إلهاء الجمهور عن قضاياه الأساسية. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج “جسور” الذي يقدمه محمد الحفيضي على جريدة “”.
وكشف الفضيل أن الواقع الإعلامي في المغرب وصل إلى درجة “مزْرية”، وأن هذا الفراغ الذي تركه الإعلام الجاد هو ما سمح بانتشار “الفطريات”، في إشارة إلى دخلاء المهنة الذين يسيطرون على المشهد الرقمي بمحتوى يفتقر للمهنية والأخلاق.
وأوضح أن المسؤولية عن هذا الوضع مشتركة، محملا جزءا كبيرا منها للصحفيين المهنيين أنفسهم الذين انسحبوا وتركوا الساحة فارغة، مما أفسح المجال أمام تكاثر “صحافة الفضائح” التي يستهلكها الجمهور بشراهة، على حد تعبيره.
وأشار الفضيل إلى أن تجربة بودكاست “مثلث” وُلدت من رحم هذا الواقع، كـ”قفزة في الهواء” ومغامرة لخلق بديل إعلامي جاد ينافس المحتوى التافه السائد. وأكد أن فريقه المكون من ثلاثة خريجي معاهد صحافة قرروا تأسيس منبرهم الخاص بعدما اصطدموا بفرص العمل المحدودة في المنابر التقليدية، التي وصفها بأنها لم تستطع مواكبة مستجدات العصر، وما زالت حبيسة الأطر الكلاسيكية والبيروقراطية.
ووصف الفضيل مناخ حرية التعبير في المغرب بـ”المزاجي”، حيث يُسمح بتناول قضايا حساسة في بعض المنابر دون أخرى، مما يجعل الصحفي يعمل في حقل ألغام. وأكد أنه وفريقه يعملون باستقلالية تامة ويمارسون نوعا من الرقابة الذاتية للحفاظ على مهنيتهم، لكنهم في الوقت ذاته لا يخشون طرح الأسئلة الجريئة وتقديم محتوى يرفع من سقف النقاش العام، معترفا بأنهم بدأوا مشروعهم بتمويل ذاتي وخاضوا تجربة العمل لشهور طويلة بدون أي مقابل مادي، مدفوعين بالشغف ورغبتهم في إحداث تغيير.
المصدر: العمق المغربي