حقق مشروع الشفافية التقنية TTP في استخدام المحتالين لمقاطع فيديو مزيفة لشخصيات عامة مثل دونالد ترامب وإيلون ماسك ومشرعين مثل ألكسندريا أوكاسيو كورتيز وبيرني ساندرز للترويج لمزايا حكومية وهمية ومنتجات استثمارية مشبوهة.
وكشف التحقيق أن هؤلاء المحتالين من أكبر المنفقين على الإعلانات السياسية على منصات ميتا، إذ حددت المنظمة إعلانات تستخدم تقنيات التزييف العميق للترويج لشبكات تحفيز وهمية، وبطاقات إنفاق حكومية، ومدفوعات الرعاية الطبية، واستهدفت هذه الإعلانات كبار السن والفئات الضعيفة بشكل واضح.
وتشير النتائج إلى استغلال المحتالين لتطورات الذكاء الاصطناعي والالتباس العام حول برامج شبكات الأمان الاجتماعي، مع ضعف إدارة محتوى ميتا.
وأنفقت حسابات الاحتيال التي رصدتها TTP ما مجموعه 49 مليون دولار للإعلانات على فيسبوك وإنستغرام، ووصلت إلى عشرات الآلاف من المستخدمين.
ورغم حظر ميتا للاحتيال واستثمارها في منع هذه الممارسات، وجدت TTP أن الشركة سمحت للمعلنين المحتالين بنشر الإعلانات لعدة أيام أو أسابيع دون اتخاذ إجراء فوري.
وركز التقرير على كيفية استغلال المحتالين لنظام الإعلانات على ميتا، الذي يدر الجزء الأكبر من إيرادات الشركة، حيث أظهرت تقارير سابقة أن ميتا تتردد في فرض عوائق على المعلنين الذين يحققون دخلا كبيرا للشركة.
واستخدمت TTP مكتبة الإعلانات الخاصة بميتا لتحليل البيانات حول أكثر المعلنين إنفاقا على الإعلانات السياسية، ووضعت معايير لتحديد الاحتيال تشمل تقديم مزايا حكومية وهمية، واستخدام تكتيكات احتيالية معروفة، وتلقي شكاوى متعددة، أو إزالة الإعلانات بسبب انتهاك السياسات.
وجهت العديد من الإعلانات الاحتيالية التي رصدتها TTP رسائلها لكبار السن، مثل إعلانات “مركز أهلية الإغاثة” و”هانا غريس” و”Senior Health Daily USA” و”المزايا الصحية لكبار السن”، والتي استخدمت مقاطع فيديو مزيفة لشخصيات عامة وعدت بشيكات تحفيزية وهمية أو بطاقات إنفاق حكومية.
وأظهرت المكتبة أن هذه الإعلانات وصلت إلى جمهور يقدّر بالملايين، وأنفقت هذه الحسابات مئات الآلاف وحتى ملايين الدولارات قبل أن تتخذ ميتا إجراءات التعطيل، في بعض الحالات بعد نشر مئات الإعلانات.
كما رصدت TTP حسابات مثل “Get Covered Today” و”Asking America” و”مؤيدو الأصول الحرة” التي استخدمت مقاطع فيديو مزيفة للمتحدثة باسم البيت الأبيض، وساندرز، وأوكاسيو كورتيز، وروّجت لشيكات إغاثة وهمية أو نصائح استثمارية مضللة، مستهدفة كبار السن والفئات المعرضة للخطر.
وأظهرت هذه الحسابات أن ميتا أزالت بعض الإعلانات لكنها سمحت بنشر إعلانات جديدة، مما يعكس استمرار المشكلة.
ورصدت TTP أيضا محتالين يروجون لسلع مجانية بمقابل رسوم خفية على بطاقات الائتمان، مثل حملة “أحب حريتي”، التي استغلت مستخدمي فيسبوك من خلال استطلاعات للرأي ووعدت بتقديم معدات مجانية، لكنهم فرضوا رسومًا متكررة دون إذن المستهلكين، ما دفع لجنة التجارة الفيدرالية للتحذير من هذه الممارسات.
بشكل عام، أنفقت هذه الشبكات الاحتيالية ملايين الدولارات على منصات ميتا، مستغلة ضعف الرقابة على الإعلانات السياسية والمحتوى المزيف، مستمرة في استهداف كبار السن والفئات الأكثر ضعفًا.