كامل إدريس كشف أن الحكومة ستجرى دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية لملف مياه النيل وسد النهضة مع إثيوبيا ومصر.

بورتسودان: التغيير

قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، إن وفد السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 80، أجرى حراكاً واسعاً في سبيل فك الحصار عن مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور وبقية المدن المحاصرة، وأشار إلى تقديم الوفد مطالبات قوية بالضغط على “المليشيا المتمردة” لوقف انتهاكاتها ضد المدنيين.

وأضاف في مؤتمر صحفي ببورتسودان اليوم، أن الوفد طالب الاجتماعات بتصنيف “مليشيا الدعم السريع” تنظيم إرهابي والتعامل معها على هذا الأساس.

وأكد إدريس أن الوفد تمسك بقوة أمام المجتمع الدولي والإقليمي، بضرورة أن يحترم العالم سيادة السودان وسلامة أراضيه، ودعا العالم والمجتمع الدولي إلى رفض جرائم وانتهاكات “المليشيا” ضد المدنيين وضد الدولة السودانية.

وقال إدريس إنه تلمس خلال الزيارة وقوف الأمم المتحدة ومؤسساتها مع السودان، ونوه إلى أنه وجد تفاعلاً ودعماً كبيراً من المجتمع الدولي خلال وعلى هامش الاجتماعات.

وأشار إلى تقديمه الدعوة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لزيارة السودان، والذي قبل الدعوة، ما يؤكد اهتمام المجتمع الدولي بالسودان وقضاياه المُلحة.

الاتحاد الأفريقي

وقال إدريس إن وفد السودان المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أجرى خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدها على هامش المشاركة، تفاهمات مع رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وقادة عدد من الدول بشأن عودة السودان لعضوية الاتحاد الأفريقي.

وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي هو الأحوج لعودة السودان وليس العكس، خاصة وأنه من الدول الرائدة والمؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية.

ونوه إدريس إلى أن هناك استجابة قوية من القادة الأفارقة بشأن الأمر وأن العودة ستكون مسألة وقت، وأوضح أن هناك تعهدات متفق عليها في إطار السودان القوي وليس المنكسر.

سد النهضة

وفي سياق آخر، أكد اهتمام السودان و”حكومة الأمل المدنية” بقضية مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي .

وأشار إلى متابعة الحكومة لملف سد النهضة ومياه النيل بشكل وثيق، وكشف عن تنسيق مع دولتي مصر وإثيوبيا بخصوص الملف لتحقيق المصالح المشتركة.

وأكد إدريس أن الحكومة السودانية ستجرى دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية للملف مع الدولتين، وأشار إلى علاقات التعاون التي تربط السودان بالبلدين، ونوه إلى حرص السودان على منع وقوع أي أضرار مستقبلية.

المجاعة

إلى ذلك، أكد إدريس أنه لا توجد مجاعة في السودان، وأشار إلى أن ما يُتداول في بعض وسائل الإعلام، أو ما يصدر عن بعض المنظمات بهذا الشأن، لا يعكس الواقع على الأرض.

وقال إن “الوضع في السودان لا يمكن وصفه بالمجاعة، بل هناك مناطق محاصرة، مثل مدينة الفاشر، وهو ما يُحتم على المجتمع الدولي والدول الكبرى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية والعمل على رفع هذا الحصار فوراً”.

وأضاف: “لقد تجاوز السودان مرحلة الحديث عن المجاعة بشكل نهائي، ولن يُسمح لأي جهة كانت بإعادة طرح هذا الادعاء، فقد تصدينا لهذه المزاعم بكل حسم وقوة وإثبات”.

العلاقات مع السعودية

على صعيد آخر، أشاد إدريس بحسن العلاقات مع السعودية، وأكد تطلع السودان إلى علاقات استراتيجية مع المملكة تقوم على الشراكة المنتجة والتعاون المثمر وتبادل المنافع بما يصب في مصلحة الطرفين وشعبي البلدين.

ووصف زيارته الأخيرة إلى السعودية بأنها من أعظم الزيارات، وأكد أن العلاقة بين البلدين ستقوم على شراكة استراتيجية اقتصادية متبادلة ومنتجة.

وكشف أن الوفد عرض 100 مشروع اقتصادي بقيمة 100 مليار دولار، وستظهر نتائج الزيارة خلال الأيام المقبلة.

وأضاف إدريس أن كنوز البحر الأحمر بين السودان والمملكة يمكن أن تجعل الدولتين من أغنى البلدان في العالم، ولفت إلى أهمية البحر الأحمر امنيا وتجاريا.

محاربة الفساد

إلى ذلك، طالب إدريس أجهزة الإعلام المختلفة في البلاد بإرشاد أجهزة الدولة وتوجيهها نحو البناء والتنمية والإعمار وعدم التركيز على ما سماه بساقط القول والخوض في المسائل الشخصية للمسؤولين.

ودعا إلى ضرورة التركيز على القضايا الكلية الكبرى لإعادة الأمل ووضع السودان في مصاف الدول المتقدمة والاستفادة من تجاربها وخبراتها.

وأكد إدريس أن لديهم إقرارات إبراء ذمة لكافة الوزراء سيتم التوقيع عليها، ونوه إلى أنها ستكون الأساس لتفادي الفساد المالي والإداري.

وأشار إلى أن محاربة الفساد من أولويات حكومة الأمل وأن محاربته تتم بالأفعال وليس بالأقوال، وكشف عن ترتيبات لإنشاء هيئة النزاهة والشفافية تعمل بالتنسيق مع ديوان المراجع العام.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.