نداء “ميثاق أهل الجزيرة” حذّر بشدة من فشل كارثي محتمل للموسم الزراعي الشتوي ما لم يتم التدخل بشكل فوري وعاجل.

مدني: التغيير

أطلق ميثاق أهل الجزيرة “مبادرة أهلية”، نداء استغاثة عاجل ومسؤول بشأن ما أسماه “الكارثة الزراعية” التي تضرب محاصيل وبنيات مشروع الجزيرة، وبالتحديد في منطقتي الحاج عبد الله وود الحداد بمحلية جنوب الجزيرة، اللتين خرجتا بالكامل من دائرة الإنتاج الزراعي لهذا الموسم الصيفي.

و”الجزيرة” هو أكبر المشاريع الزراعية في السودان، وظل يواجه مشكلات في المواسم الماضية، على رأسها التمويل خاصةً زراعة القمح.

تدهور غير مسبوق

وقال ميثاق أهل الجزيرة في بيان نشرته منصة (مؤتمر الجزيرة) اليوم الأربعاء، إن التدهور وصل إلى مستويات غير مسبوقة، تهدد الأمن الغذائي وتستنزف صمود المزارعين في هذه الظروف الصعبة.

وحمّل إدارة مشروع الجزيرة ووزارة الري والموارد المائية المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ”الفشل الذريع”.

وأضاف أن الفشل تجسد في تدهور مريع لبنيات الري “وهو السبب الأهم الذي أدى لخروج المنطقتين من الإنتاج”، إضافة لأعطال بيارة مزيقيلا المتكررة “وهي الشريان الحيوي الذي يغذي الأقسام، مما أدى إلى انقطاع المياه بشكل متواصل”.

ونوه إلى عدم استقرار وانقطاع التيار الكهربائي “المحطة التي تغذي المنطقتين تعاني من الانقطاع المتكرر للكهرباء عدة مرات يومياً”، فضلاً عن إهمال تطهير قنوات الري (الترع)، إضافة إلى العوامل الطبيعية والآفات “تأخر نزول الأمطار وظهور آفة (الباحت) التي أجبرت المزارعين على إعادة الزراعة لمحصولي الذرة والقطن لخمس وسبع مرات، مما أدى لتأخر إنبات المحاصيل وفشلها”.

ووصف الميثاق محصلة زيارات محافظ المشروع ووفود وزارة الري والموارد المائية بأنها كانت “صفرية” ولم تحدث أي تغيير يُذكر.

وقال إن “هذا التجاهل التام” فاقم من حالة الإحباط الشديد وسط المزارعين الذين يواجهون ظروفًا اقتصادية وإنسانية بالغة التعقيد.

فشل الموسم الشتوي

وأشار الميثاق إلى أن فشل الموسم الصيفي هو “ناقوس خطر مدوٍ”، والموسم الشتوي الآن على المحك، وحذّر بشدة من فشل كارثي محتمل للموسم الشتوي ما لم يتم التدخل بشكل فوري وعاجل.

وقال إن إنقاذ الموسم الشتوي يتطلب تنفيذ عدة مطالب دون تأخير، تشمل “إصلاح بيارة مزيقيلا بشكل جذري وفوري، ضمان استقرار التيار الكهربائي للمحطة على مدار الساعة، التطهير العاجل والشامل للقنوات والترع من الحشائش لضمان انسياب المياه وتوفير مدخلات الإنتاج (التقاوى والأسمدة) بأسعار مناسبة ومدعومة تراعي الظروف الاقتصادية القاهرة للمزارعين”.

ودعا ميثاق أهل الجزيرة وزارة الري وإدارة مشروع الجزيرة وكل الجهات المسؤولة إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والوطنية، والانتقال من الوعود والزيارات الشكلية إلى التنفيذ العملي الملموس لإنقاذ ما تبقى من هذا الموسم، وإعادة الأمل للمزارعين الذين هم أساس هذه البلاد.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.