أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ726 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ198 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
تصعيد واسع للقصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف عمارات سكنية غربي مدينة غزة، وأسفر عن سقوط المزيد من الشهداء بين المدنيين والنازحين.
جيش الاحتلال بدأ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي إنها ستشتدّ تباعا، وذلك ضمن عمليّته الوشيكة في المدينة، والذي يهدف من خلالها إلى احتلالها، فيما استشهد وأُصيب العشرات من الأهالي، بالغارات المتواصلة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي العنيف لمختلف أنحاء القطاع، ما يوقع عشرات الشهداء والجرحى يوميًّا.
وترافق القصف مع تحذيرات جديدة لسكان مدينة غزة لإجبارهم على النزوح القسري جنوبًا، حيث شوهدت أعداد كبيرة من الفلسطينيين وهم يفرّون إما سيرًا على الأقدام وإما عبر المركبات والعربات التي تجرها الدواب.
وتشهد أحياء مدينة غزة قصفًا مكثفًا، إذ أفاد الدفاع المدني أن الفلسطينيين محاصرون داخل أبراج حي تل الهوا تحت غارات جوية ومدفعية متواصلة وعمليات تفجير تنفذها المدرعات المفخخة.
ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي نحو عشرات الغارات على الحي شملت محيط مستشفى القدس، بالتزامن مع تفجيرات في الشيخ رضوان وشارعي النفق والجلاء، فيما طاول القصف أيضًا أحياء الزيتون والصبرة والشجاعية والتفاح والدرج.
وتتركز الضربات الإسرائيلية على أحياء مدينة غزة، حيث دُمّرت مبانٍ سكنية في حيي الشيخ رضوان والجلاء، كما شملت الغارات محيط بركة الشيخ رضوان، إلى جانب استهدافات جوية لمناطق في خانيونس، وشمال النصيرات، ومفترق الغفري وحي الصبرة، فيما استخدم الطيران المروحي لإطلاق النيران شمال شرقي المدينة.
في ظل هذا التصعيد، يتواصل نزوح العائلات من شمال القطاع نحو غرب مدينة غزة، حيث يعيش نحو 900 ألف فلسطيني في ظروف إنسانية قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
فيما ارتفعت حصيلة شهداء سياسات التجويع الإسرائيلية الممنهجة بحق أهالي غزة إلى 453 بينهم 150 طفلا، وبلغت حصيلة ضحايا استهداف منتظري المساعدات 2576 شهيدا وأكثر من 18,873 إصابة.
وأعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع استهداف بوابته الغربية من قبل طائرات الاحتلال، وفي المقابل يواصل الجيش الإسرائيلي انتشاره بريا في عدة محاور رئيسية داخل مدينة غزة، مستهدفا المباني والمنشآت السكنية في مساعيه لاحتلال غزة وتهجير سكانها.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، في رسالة عاجلة، أن المدينة تواجه إبادة شاملة، داعيا العالم للتحرك الفوري.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 66,097 شهيدًا و168,536 إصابة، فيما بلغت الحصيلة منذ 18 آذار/مارس 2025 حتى اليوم 13,229 شهيدًا و56,495 إصابة.
وقالت، إن 42 شهيدًا و190 إصابة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن 5 شهداء و56 إصابة منهم سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، ليرتفع بذلك إجمالي شهداء “لقمة العيش” إلى 2,576 وأكثر من 18,873 إصابة.
وأضافت أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
كما بينت أن العدوان الإسرائيلي أدى منذ بدايته إلى 453 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينها 150 طفلًا، في حين ارتفع عدد الوفيات منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) للمجاعة في غزة إلى 175 وفاة، بينها 35 طفلًا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الثلاثاء، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال قصف بطائرة مسيّرة، منجرة أبو رمضان النجار في شارع البيئة غرب مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
وأعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع منذ فجر اليوم، إلى 64 شهيدا، بينهم 5 شهداء وصلوا إلى مستشفى الشفاء، و15 شهيدا إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، و21 شهيدا إلى مستشفى العودة، و14 شهيدا إلى مستشفى شهداء الأقصى، و9 شهداء إلى مستشفى ناصر.
وفي وقت سابق، استهدف الاحتلال الإسرائيلي محيط مستشفى القدس بحي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين قرب محطة أبو حجير، شمال شرق النصيرات، وسط القطاع، جرى نقلهم إلى مستشفى العودة.
واستشهد مواطنان من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، جنوب مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
استشهد 4 مواطنين، وأصيب 20 آخرون، عصر يوم الثلاثاء، في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر في مستشفى العودة أن 4 مواطنين استشهدوا وأصيب 20 آخرون في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي مجموعة مواطنين في منطقة شارع المحكمة القديم شمال شرق مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
استشهد 17 مواطناً الثلاثاء، جراء تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، من بينهم أم وأطفالها الستة إثر قصف منزلهم غربي مدينة دير البلح وسط القطاع
وأوضحت إدارتا مستشفيي العودة والأقصى أنهما استقبلتا منذ صباح اليوم 7 شهداء بينهم طفل، إضافة إلى 10 إصابات، عقب استهداف الاحتلال تجمعات للمواطنين قرب نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب وادي غزة.
كما انتُشلت جثامين3 شهداء من محيط ملعب فلسطين غربي مدينة غزة، فيما قصفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في بلدة الزوايدة وسط القطاع.
وفي سياق متصل، أعلن مصدر في مجمع الشفاء الطبي عن وفاة طفل في مدينة غزة بسبب سوء التغذية ونقص العلاج.
أما في محور “نتساريم”، فقد استشهد الشاب جهاد أبو وادي بعد إصابته برصاصة قنص في عينه، ونُقل جثمانه إلى مستشفى شهداء الأقصى
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، منذ فجر يوم الثلاثاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد ثلاثة أفراد من عائلة النجار، بينهم سيدة حامل، وإصابة آخرين، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين قرب محطة العطار في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وأضافت المصادر ذاتها، أن 6 مواطنين استشهدوا، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال منزلا غرب مدينة دير البلح وسط القطاع.
وأشارت إلى إصابة 6 مواطنين على الأقل بجروح، إثر قصف الاحتلال منزلا في محيط مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
وتشن طائرات الاحتلال غارات جوية متواصلة تستهدف المناطق الغربية من المدينة.
كما تطلق آليات الاحتلال النار صوب منتظري المساعدات قرب نقطة نتساريم وسط القطاع.
توفيت طفلة، اليوم الثلاثاء، بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة، لترتفع حصيلة الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية إلى 453، من بينهم 150 طفلا.
ونقلا عن المصادر الطبية، فمنذ إعلان منظمة “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) للمجاعة في غزة، سُجّلت 175 حالة وفاة، من بينها 35 طفلا، حتى تاريخه.
هذا وتتعامل المستشفيات في قطاع غزة مع مئات من مختلف الأعمار ممن أصابهم الجوع الحاد وسوء التغذية، إذ إنهم في حالات إجهاد حادة.
وأشارت إلى أن هناك 17 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد، كما أنه يتم التعامل مع مرضى لديهم حالات من الإجهاد وفقدان الذاكرة الناتجة عن الجوع الحاد، والمستشفيات ليس لديهّا أسرّة طبية وأدوية تكفي العدد الهائل من المصابين بسوء التغذية الحاد.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا قد أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5,500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل، وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.
مفاوضات وقف إطلاق النار
حدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، مهلة لحماس للرد على خطته الرامية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقال ترامب: “ننتظر موافقة حماس على مقترحات السلام”، مضيفا “لدى حماس 34 أيام للرد على العرض وإذا لم تفعل فإسرائيل ستفعل ما يلزم”.
وتابع: “إن لم تستجب حماس للخطة، فستكون نهاية غير سعيدة”.
وأوضح: “ما نريده أمر بسيط: نريد استعادة الرهائن ونريد سلوكا جيدا من حماس.. هذا الأمر بسيط.. إننا نسعى إلى السلام في الشرق الأوسط”.
كما نقلت شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية عن مصدر مطلع قوله يوم الثلاثاء، إن حماس وفصائل فلسطينية أخرى تميل إلى قبول خطة الرئيس الأميركي.
يأتي ذلك فيما أعلنت الدوحة، يوم الثلاثاء، أنها سلّمت حركة حماس، أمس الإثنين، خطة الرئيس الأميركيّ، بشأن إنهاء الحرب على غزة، مشيرة إلى اجتماع تشاوريّ، سيُعقَد اليوم بشأن الحرب، بحضور وفد تركيّ مع الحركة.
وأكد مسؤول فلسطيني مطّلع أن حركة حماس بدأت، اليوم الثلاثاء، بدراسة خطة الرئيس الأميركي، في أطرها القيادية، ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وقال المسؤول الذي ذكرت وكالة “فرانس برس”، في وقت سابق اليوم، أنه مقرب من حماس، إن الحركة “تبدأ اليوم سلسلة المشاورات في أطرها القيادية السياسية والعسكرية داخل فلسطين وفي الخارج، وستقدّم الحركة ردّا وطنيا يمثّل الحركة وفصائل المقاومة”، مضيفا أن “النقاش قد يحتاج إلى عدة أيام بسبب تعقيدات التواصل بين أعضاء القياة والتحرّك خصوصا بعد العدوان الاسرائيلي في الدوحة”.
وأوضح أن المشاورات ستبدأ بعد أن تسلّمت الحركة “نسخة من خطة ترامب من الإخوة القطريين والمصريين” الليلة الماضية.
وشدّد على أن حماس “حريصة على إنجاز اتفاق شامل لوقف الحرب والعدوان بما يضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع وينهي الحصار المفروض منذ 2007 (على قطاع غزة) وإعادة إعمار القطاع”. وأضاف أن “الاحتلال دائما يعطّل أي اتفاق لأنه يريد استمرار حرب الإبادة، لذا الضمانات الدولية ضرورية”.
وأعلن البيت الأبيض، مساء الإثنين، تفاصيل مبادرة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. وجاء في المقترح أن جميع الأسرى الإسرائيليين سيُفرج عنهم خلال 72 ساعة من إعلان قبول الاتفاق بشكل علني.
وجاء نشر الخطة بالتزامن مع اجتماع ترامب برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وتنص الخطة على أنه “مع موافقة الطرفين على هذا المقترح، ستنتهي الحرب بشكل فوري، وستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي إلى الخط المتفق عليه تمهيدًا لعملية إطلاق سراح الأسرى”.
وذكرت الخطة أن “جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، ستُعلّق، فيما ستبقى خطوط القتال ثابتة حتى استيفاء الشروط اللازمة للانسحاب الكامل على مراحل”.
قال موقع “أكسيوس”، قطر ومصر وتركيا حماس على الرد بإيجابية على اقتراح الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وفقًا لمصدرين مطلعين على المحادثات.
وحسب الموقع، تُعدّ الدول الثلاث الوسطاء الأقرب صلةً بحماس، والمسؤولين الرئيسيين عن نقل الرسائل بين الحركة وإسرائيل والولايات المتحدة. وقد التقى كبار مسؤولي هذه الدول قادة حماس مرتين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وصرّح الرئيس ترامب يوم الثلاثاء، بأنه سيمنح حماس مهلة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام للرد على اقتراحه.
وقال ترامب في خطاب أمام مئات الجنرالات والأدميرالات في كوانتيكو بولاية فرجينيا: “لدينا توقيع واحد نحتاجه، وهذا التوقيع سيكلفنا غاليًا إن لم يوقعوا. آمل أن يوقعوا لمصلحتهم وأن يُحدثوا شيئًا عظيمًا”.
ويتوقع المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن تُبدي حماس ردًا إيجابيًا بشكل عام على اقتراح ترامب، مع بعض التحفظات.
وقال الموقع، ليلة الاثنين، وبينما كان ترامب يعرض خطته على العالم، كان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد يعرضانها على قادة حماس في الدوحة،
وفقًا لمصدر مطلع. حثّ كلاهما حماس على قبولها. وأضاف المصدر أن آل ثاني أبلغ قادة حماس أن هذه أفضل صفقة استطاع الحصول عليها لهم، ولن تتحسن كثيرًا. كما أكد آل ثاني أنه بناءً على محادثاته مع ترامب، واثق من التزام الرئيس الأمريكي الجاد بإنهاء الحرب. وقال إن ذلك ضمانة قوية بما يكفي لحماس. وأكد قادة حماس لآل ثاني أنهم سيدرسون الاقتراح بحسن نية، وفقًا للمصدر.
والتقى آل ثاني ورشاد مجددًا بقادة حماس في الدوحة يوم الثلاثاء، برفقة مدير المخابرات التركية إبراهيم قالن.
وقبيل ذلك الاجتماع، صرّح آل ثاني لقناة الجزيرة بأنه يأمل أن “ينظر الجميع إلى الخطة بنظرة بناءة ويغتنموا فرصة إنهاء الحرب”.
وأضاف أن حماس بحاجة إلى التوصل إلى توافق مع جميع الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة قبل إصدار رد رسمي. وأضاف رئيس الوزراء القطري: “لقد أوضحنا نحن ومصر لحماس خلال اجتماع الإثنين، أن هدفنا الرئيسي هو وقف الحرب. خطة ترامب تحقق الهدف الرئيسي المتمثل في إنهاء الحرب، مع أن بعض النقاط فيها تحتاج إلى توضيح وتفاوض”.
ويضيف الموقع الأمريكي، في حين أن الخطة تمنح حماس الكثير مما تريده، مثل إطلاق سراح 2000 أسير فلسطيني وزيادة المساعدات الإنسانية، فإنها تتضمن أيضًا تنازلات كبيرة، بعضها أُضيف بناءً على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. تدعو الخطة إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي، ونزع سلاح حماس بالكامل، وهو أمر رفضته حماس حتى الآن.
وأثارت بعض التغييرات في شروط وجدول الانسحاب الإسرائيلي من غزة غضب المسؤولين العرب، وقد يصعب على حماس قبولها.
وصرّح آل ثاني يوم الثلاثاء، بأن خطة ترامب “لا تزال في مرحلة مبكرة وتحتاج إلى تطوير”، وشدد على ضرورة إجراء المزيد من المفاوضات لتحويل المبادئ إلى واقع قابل للتنفيذ.
ومع ذلك، قال ترامب يوم الثلاثاء، إنه “لا يوجد مجال كبير” لمزيد من التفاوض. ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم مستعدون لمناقشة طلبات حماس المحددة للحصول على توضيحات أو تعديلات، لكنهم لن يعيدوا فتح الخطة بأكملها للمناقشة.
أفاد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأن الدوحة سلمت يوم الثلاثاء، خطة ترامب لوفد حماس التفاوضي “وكان الحديث معهم في العموميات”.
وأوضح رئيس الوزراء القطري لقناة “الجزيرة”، أن الدوحة “تأمل من الجميع النظر إلى الخطة بشكل بناء واستغلال فرصة إنهاء الحرب”، مشيرا إلى أنه “حتى الآن لا نعرف رد حماس على الخطة والذي يتطلب توافقا مع الفصائل”.
وأضاف أن “خطة ترامب تحقق هدفا رئيسيا بإنهاء الحرب، وهناك قضايا فيها تحتاج لتوضيح وتفاوض”، مشددا على أن الدوحة والقاهرة “أوضحتا لحماس خلال اجتماعنا أمس هدفنا الرئيسي بوقف الحرب”.
ولفت إلى أن “ما طرح هو مبادئ في الخطة تحتاج لمناقشة تفاصيلها وكيفية العمل من خلالها”.
وأكد رئيس الوزراء القطري أن “الدول العربية والإسلامية وضعت جهدها لبقاء الفلسطينيين بأرضهم والوصول لحل الدولتين”، وأن “المرحلة الحالية مهمة وهي ضمن مفاوضات ليس من المتوقع أن تخرج بلغة مثالية”
كما دعا إلى وجوب البناء على المسار الحالي وجعله فعالا وناجحا.
وفي حديثه عن الإدارة الفلسطينية لغزة، قال إن ذلك “مذكور بالخطة وسيناقش مع واشنطن وهذا لا يخص إسرائيل”.
وشدد رئيس الوزراء القطري على أن “الخطة لا تزال في بداياتها وتحتاج لتطوير ونحاول خلق مسار يحفظ حقوق الفلسطينيين”، مضيفا أنه “إذا قبلت الخطة فالدول العربية والإسلامية ترحب بالمشاركة في ما يدعم الفلسطينيين”.
و من جهة أخرى اعتبر: “اعتذار نتنياهو ليس تفضلا وهو أبسط الحقوق والأهم التعهد بعدم الاعتداء علينا مجددا”.
وأضاف: “حرصنا الرئيسي بعد حماية دولتنا هو كيف نساهم في إنهاء الحرب”.
بينما اعتبر المتحدث باسم وزارة خارجية قطر ماجد الأنصاري أن اعتذار إسرائيل عن الضربة التي استهدفت الدوحة يشكل اعترافا بذنب رئيس الوزراء الإسرائيلي ويُمثل ضمانا بعدم تكرار ذلك مستقبلا.
تقرير: “مجلس السلام”.. ما دوره في خطة ترامب لوقف “حرب غزة”؟
تضمنت خطة السلام التي كشف عنها البيت الأبيض يوم الإثنين، لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إنشاء “مجلس سلام” بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، في دور غير محدد.
ويقول مقترح ترامب للسلام في غزة: “ستحكم غزة لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين”، على الرغم من أنه لا يذكر بالاسم أي فلسطيني أو مجموعة فلسطينية قد تشارك في المرحلة الانتقالية.
وستشرف على اللجنة هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى “مجلس السلام” وسيرأسها ترامب وستضم رؤساء دول وأعضاء آخرين، بمن فيهم بلير.
وستتولى اللجنة مسؤولية الإدارة اليومية للخدمات العامة والشؤون البلدية في غزة، وستتألف من “فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين” لم يتم تحديدهم، علما أنه لن يكون لحماس أي دور في حكم غزة.
وستضع هذه المجموعة إطار العمل وتتولى تمويل إعادة تطوير غزة إلى أن تخضع السلطة الفلسطينية لإصلاحات كبيرة.
وسيتم وضع خطة ترامب للتنمية الاقتصادية لإعادة إعمار غزة من خلال تشكيل لجنة من اء “الذين ساعدوا في إقامة بعض المدن المعجزة الحديثة المزدهرة في الشرق الأوسط” كما سيتم إنشاء منطقة اقتصادية خاصة مع معدلات رسوم جمركية ورسوم دخول تفضيلية يتم التفاوض عليها مع الدول المشاركة.
وجاء في الخطة أن بعض المقترحات والأفكار الاستثمارية قد تمت صياغتها من قبل مجموعات دولية، لم يتم تحديدها.
ما هو أحدث نشاط لبلير بشأن غزة؟
في أواخر الشهر الماضي، زار بلير البيت الأبيض للقاء ترامب.
وقال معهد توني بلير للأبحاث إنه “أجرى عددا من الاتصالات مع مجموعات مختلفة بشأن إعادة إعمار غزة بعد الحرب”.
وكشفت تقارير صحفية، أواخر أغسطس الماضي، تفاصيل الاجتماع الذي جمع بين الرئيس ترامب وبلير، وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، وعدد من المسؤولين، في البيت الأبيض.
وذكرت التقارير، أن المحادثة تمحورت حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وناقشت سبل إعادة إعمار قطاع غزة بعد أن دمر جراء القصف الإسرائيلي، إضافة إلى مستقبل السلطة بعد نهاية الحرب.
وأشارت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إلى أن المناقشات تناولت خطة “اليوم التالي”، إلى جانب الأزمة المستمرة في قطاع غزة، خاصة كيفية زيادة المساعدات الغذائية، وما يمكن فعله لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
كما ذكرت صحيفة “التايمز” أن بلير يعمل على خطط لتحويل المنطقة المدمرة بالحرب، في قطاع غزة، إلى “مركز تجاري حديث ووجهة سياحية”.
وشملت المحادثات بين بلير وترامب خططا لزيادة المساعدات الإنسانية، بحسب صحيفة “التليغراف”.
ماذا قال بلير عن خطة ترامب؟
أشاد بلير بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، واصفا إياها بأنها “شجاعة وذكية”.
وصرّح بلير في بيان قائلا: “لقد عرض الرئيس ترامب خطة شجاعة وذكية، يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تُنهي الحرب، وتُدخل الإغاثة الفورية لقطاع غزة، وتمنح فرصة لمستقبل أكثر إشراقا وأفضل لسكانه، مع ضمان الأمن المطلق والمستمر لإسرائيل والإفراج عن جميع الرهائن”.