
من طفل يحلم على ضفاف النيل، إلى رياضي عالمي يرفع علم السودان في أصعب ميادين المنافسة، يواصل السباح السوداني جعفر محمد إثبات نفسه كأحد أبرز وجوه الرياضة السودانية على الساحة الدولية.
كان _ التغيير
مؤخرًا شارك جعفر في تحد بمدينة كان الفرنسية، وهو سباق يُعرف بقسوته البدنية، إذ يجمع بين السباحة لمسافة 4 كيلومترات والجري لمسافة 40 كيلومترًا في تضاريس معقدة.
ورغم قوة المنافسة التي ضمّت أكثر من 110 مشاركًا من مختلف دول العالم، تمكن جعفر من حجز مكانه ضمن أفضل 20 متسابقًا عالميًا، محققًا المركز الرابع عشر، ليثبت مجددًا قدرته على مقارعة نخبة الرياضيين.
خلفية عن سباق كان
تحدي كان للترياثلون (Cannes Triathlon) يُعد من أبرز البطولات الأوروبية المفتوحة لسباقات التحمل، ويُقام سنويًا في مدينة كان على شاطئ الريفييرا الفرنسية، حيث الطبيعة الساحلية الصعبة والتضاريس الجبلية التي تضفي على السباق تحديًا استثنائيًا.
السباق جزء من سلسلة بطولات YOTTA XP العالمية التي تجذب نخبة الرياضيين في مجالات السباحة وركوب الدراجات والجري، ويُعتبر من أقوى المنافسات التي تجمع بين الرياضة الفردية والتحمل الجماعي، وغالبًا ما يُستخدم كمحطة إعداد للبطولات العالمية الكبرى مثل الترياثلون الأولمبي وبطولات Ironman.
مسيرة حافلة بالعمل والتحدي
بدأ جعفر مشواره مع السباحة منذ صغره، حين كان يتدرب على ضفاف النيل ويشارك في بطولات محلية في الخرطوم ومدن السودان.
وسرعان ما لفت الأنظار بفضل عزيمته وقدرته الكبيرة على التحمل، لينتقل إلى المشاركات الإقليمية والقارية، حيث مثل السودان في بطولات أفريقيا للسباحة وحقق نتائج مميزة عززت من مكانته كأحد أفضل السباحين في المنطقة.
وفي الأعوام الأخيرة، اتجه جعفر إلى سباقات المياه المفتوحة، وهي من أصعب أنواع السباحة التي تتطلب مزيجًا من اللياقة والتحمل والقدرة الذهنية، وقد برع فيها بشكل لافت. شارك في عدة بطولات عالمية، من بينها بطولة العالم للألعاب المائية ليضع اسمه إلى جانب أبرز السباحين العالميين.
وتميّز جعفر بقدرته على خوض سباقات الترياثلون والخماسي الحديث والبنتاثلون، لما تتطلبه هذه الرياضات من قوة تحمل قريبة جدًا من سباقات المياه المفتوحة.
هذا التنوع في المهارات جعله لاعبًا قادرًا على المنافسة في مجالات رياضية مختلفة، ما يفتح أمامه أبواب مشاركات مستقبلية في بطولات أكثر تنوعًا.
دعم متواصل
بعد سباق كان الأخير، وجه جعفر رسالة مؤثرة عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب فيها عن امتنانه الكبير لأسرته وأصدقائه ومدربيه، قائلاً إنهم “الركيزة الأساسية” في رحلته الرياضية، مؤكدًا أن كل إنجاز يحققه هو ثمرة للدعم المتواصل منهم.
إنجاز جعفر الأخير في فرنسا لم يكن مجرد فوز فردي، بل يُمثل خطوة جديدة في مسيرة رياضي يسعى لرفع اسم السودان عاليًا.
ومع دخوله قائمة أفضل 20 عالميًا في واحدة من أقوى البطولات، تزداد الآمال بأن يكون ممثلًا بارزًا للسودان في البطولات الكبرى القادمة، وأن يواصل كسر الحواجز في عالم السباحة ورياضات التحمل.
المصدر: صحيفة التغيير