يخلد المغرب في 30 شتنبر من كل سنة اليوم الوطني لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وهي مناسبة لتسليط الضوء على أدوار هذه المكونات داخل المنظومة التعليمية، وما تواجهه من تحديات في سعيها إلى أن تكون شريكا فاعلا في إصلاح المدرسة المغربية.
في يومها الوطني، تعود هذه الجمعيات إلى الواجهة كفاعل ضروري لإنجاح الإصلاح التربوي. فهي تمثل صوت الأسر وتطلعاتها، وتضطلع بدور جسْرٍ بين المدرسة والمجتمع. غير أن تفعيل هذا الدور يتطلب إشراكا حقيقيا، دعما مؤسساتيا، وتوفير الوسائل الكفيلة بتمكينها من المساهمة في تحسين جودة التعليم وضمان تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ، خصوصا في العالم القروي.
نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، يرى أن المشكل الأساسي يكمن في غياب إشراك فعلي للجمعيات داخل المؤسسات التعليمية. وأكد أن نسبة كبيرة من هذه الجمعيات لا تستشار في القرارات ولا في مشاريع الإصلاح التي تهم المؤسسات.
ويشدد عكوري، ضمن تصريح لهسبريس، على أن العلاقة بين الأسر والمدرسة ينبغي أن تكون صريحة وشفافة، وأن يُنظر إلى أولياء التلاميذ باعتبارهم ممثلين منتخبين ينبغي إشراكهم في الحياة المدرسية. كما طالب بتمكين هذه الجمعيات من برامج تكوين وتأطير حتى تتمكن من أداء أدوارها بفعالية، مثلما يستفيد المدرسون والمديرون من دورات تكوينية.
من جهته، أكد عباس معروف، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، أن دور الجمعيات لا يقتصر على المجال التعليمي البحت، بل يشمل أيضا الصحة والدعم الاجتماعي. وأشار إلى تنظيم الجامعة قوافل طبية لفائدة التلاميذ وأسرهم في المناطق القروية الهشة، إضافة إلى العمل على توفير النقل المدرسي باعتباره أحد الشروط الأساسية للحد من الهدر المدرسي.
وأوضح معروف، ضمن تصريح لهسبريس، أن الفتيات في العالم القروي يعانين بشكل خاص من بعد المؤسسات التعليمية؛ إذ يضطر بعضهن إلى الانقطاع بسبب المسافات الطويلة التي قد تتجاوز 25 كيلومترا، في ظل ضعف وسائل النقل وانعدام التجهيزات الأساسية.
كما أشار رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ إلى إشكالية غياب تكافؤ الفرص بين المدارس “الرائدة” وباقي المؤسسات، معتبرا أن التلاميذ الذين ينتقلون من مدارس ابتدائية رائدة إلى إعداديات أو ثانويات عادية يجدون صعوبة في التكيف، مما يعمّق الفوارق بين المتعلمين. ودعا إلى تعميم هذا النموذج الإصلاحي بشكل عادل حتى لا يتحول إلى مصدر جديد للتفاوتات.
وتجمع تصريحات المتدخلين على أن جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ تمثل عنصرا أساسيا في دعم المدرسة العمومية، غير أن حضورها لا يزال يفتقد إلى التأطير والتكوين اللازمين من طرف وزارة التربية الوطنية. كما أنها تتحمل في كثير من الأحيان أعباءً إضافية في المناطق القروية، حيث تسعى إلى تعويض غياب الخدمات التعليمية والاجتماعية عبر مبادرات تطوعية.
المصدر: هسبريس