بحسب التقرير، رُصدت مجموعات كبيرة من السكان يحاولون الفرار سيراً على الأقدام عبر الممرات المتبقية، بينما أفادت مصادر محلية بأن المدنيين الذين حاولوا مغادرة المدينة تعرضوا لأعمال عنف ونهب ومضايقات على الطرق غير الآمنة.
بورتسودان: التغيير
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط اشتداد الحصار المفروض عليها منذ أشهر، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.
وقال المكتب الأممي في تقرير حديث إن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن السواتر الترابية التي تحيط بالمدينة امتدت لمسافة تفوق 68 كيلومتراً، ولم يتبق سوى ممر ضيق لا يتجاوز ثلاثة إلى أربعة كيلومترات، الأمر الذي يقيّد بشدة حركة الدخول والخروج.
وبحسب التقرير، رُصدت مجموعات كبيرة من السكان يحاولون الفرار سيراً على الأقدام عبر الممرات المتبقية، بينما أفادت مصادر محلية بأن المدنيين الذين حاولوا مغادرة المدينة تعرضوا لأعمال عنف ونهب ومضايقات على الطرق غير الآمنة.
وجددت الأمم المتحدة دعوتها لحماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني، وتوفير ممرات آمنة للراغبين في الخروج من الفاشر.
وفي السياق ذاته، ذكرت رابطة للأطباء السودانيين أن أكثر من 20 شخصاً بينهم أطفال ونساء حوامل توفوا خلال الشهر الجاري فقط بسبب سوء التغذية في الفاشر، في مؤشر على تفاقم الكارثة الإنسانية.
وأكدت الأمم المتحدة أن هذه الوفيات المأساوية تسلط الضوء على الحاجة الملحّة لتأمين وصول إنساني عاجل لإيصال الغذاء والدواء للسكان المحاصرين.
أما في إقليم كردفان، فأوضحت أوتشا أن الوضع الإنساني لا يقل خطورة، إذ أدى الصراع المستمر منذ أكثر من عامين إلى شلّ الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الحيوية. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من مليون شخص من المنطقة منذ اندلاع القتال.
وفي ولاية الجزيرة، ضاعفت الفيضانات الموسمية من تعقيد الأزمة، حيث تسببت في تدمير مزارع بمحلية جنوب الجزيرة وأثرت على نحو 15 ألف شخص أصبحوا بحاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والأدوية الأساسية.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الاستجابة المحدودة التي تتمكن المنظمات الإنسانية من تقديمها، بسبب استمرار القتال وقيود الوصول ونقص التمويل، غير كافية لمجاراة الاحتياجات الهائلة، مشدداً على أن السودان يواجه لحظة حرجة تتطلب زيادة الدعم الدولي لتوسيع نطاق العمليات المنقذة للحياة في مختلف أنحاء البلاد.
المصدر: صحيفة التغيير