أزيد من أربعة عقود من إبداع الأطفال تعرضها أصيلة خلال موسمها الثقافي، مسلطة الضوء على إبداعات اكتشفت خلال الورشات الفنية المخصّصة للأجيال الجديدة، منذ متم السبعينات والمستمرة إلى اليوم.
معرض “مرسم الطفل: كان يا مكان ويستمر الزمان” يعرض في المعبر التاريخي المؤدي إلى “قصر الريسوني” أو “قصر الثقافة” لوحات حُفظت لعقود وأخرى جديدة، تحكي قصّة تربية على اكتشاف المواهب، وتنمية الذوق، وفن العيش أيضا.
كوثر الشريكي، عضو مؤسسة منتدى أصيلة فنانة تشكيلية، هي المشرفة اليوم على ورشات الرسم للأطفال، وعلى معرضهم، بعدما كانت إحدى خريجات الورشة طفلةً زمنَ الإشراف عليها من الناقدة طوني مريني، التي كانت أستاذة بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء وزوجةً آنذاك لمحمد المليحي، أبرز تشكيليّي المدينة وأحد أبرز التشكيليين المغاربة عالميا.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت كوثر الشريكي: “بعد عقود من تنظيم ورشة الطفل، فكرنا هذه السنة في تنظيم معرض للوحات لأطفال، التي رُسمت منذ بداية الورشة سنة 1979 إلى اليوم، ضامة مراحل متعددة، من بينها مرحلة الناقدة طوني ماريني، التي كنا ونحن أطفالا نرسم معها”.
ثم زادت متحدثة عن قصة حياة في الفنون فتحتها ورشات أصيلة: “سنة بعد سنة صرنا متطوعين مع الأطفال عندما يأتون لينضموا إلى الورشات. ثم تخرجت من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، وأخذت المشعل وصرت أهتم بورشة الطفل، وكل مرة يشارك معنا فنان ونساير الورشة، فيظل الطفل يتعلم القواعد الأولى للرسم من الفنان”.
واسترسلت قائلة: “أولى لوحات المعرض لوحة بيضاء، في رسالة مفادها أن الطفل في البداية يكون ورقة بيضاء، يمكن أن نطبع فيها أشياء يمكن أن تكون جميلة، لأن الطفل يكون مستعدا، ولهذا تتبنى المؤسسة الأطفال، ومع الوقت يجدون أنفسهم جزءا من معرض، وأعمالهم مبرزة مثل أعمال باقي الفنانين”.
ومن بين أهم ما تسهم في بنائه الورشة التي أثمرت عقودها المعرض: “أن الأطفال رغم وسائل الإعلام والترفيه المتوفرة، عندما يأتون إلى الورشة فلا أحد منهم يحمل الهاتف، بل يكون لهم شعور عفوي، من الأعماق، فلا يحتاجون إلهاء، وهذا هو الهدف، أن يعطي الطفل وقتا لنفسه”.
وزادت كوثر الشريكي قائلة: “شارك فنانون كبار في بدايات المعرض أطفالا، ما يعني أن الإنسان الذي عنده موهبة يكتشفها هنا؛ ومن أهداف الورشة التي يشارك فيها عشرات الأطفال أن يكتشف الطفل مواهبه ويسير في الاتجاه الذي يريحه أكثر، وليس الهدف أن يصير فنانا فقط، بل أن يتعلم الكثير من الأشياء في حياته، مثل كيف ينسق الألوان في حياته ولوحته، وكيف ينظم وقته، ويطلق العنان لعمله، وكيفية التعامل مع الآخر… لأن الحياة كلها فن، في اللباس، وتنظيم الغرفة، بل وحتى في التعامل مع الأصدقاء.”
المصدر: هسبريس