«إدمان الشباب للمخدرات»
د. أحمد التلب

وجب علينا الحديث عندما توالت علينا في صندوق الوارد استشارات جميعها في موضوع إدمان المراهقين، وجميع الحالات من الأسر السودانية الموجودة في جمهورية مصر العربية، الأمر الذي لزم أن نتحدث ولو بالقليل.

«إدمان المخدرات بين المراهقين»
ساعدوا أبناءكم المراهقين على تجنب المخدرات
يمكن لإدمان المخدرات في مرحلة المراهقة أن يكون له أثر كبير على حياة طفلك. فتعرَّف على كيفية مساعدة المراهقين في اتخاذ قرارات صحية والابتعاد عن إدمان المخدرات.

عقل المراهق لا يزال في مرحلة النضج، ويتسم في العموم بالتركيز على ما يتلقاه من مكافآت، ويميل إلى المخاطرة أكثر من عقول البالغين. وفي الوقت ذاته، يضغط المراهقون على آبائهم وأمهاتهم لاكتساب مزيد من الحرية بالتوازي مع بدئهم اكتشاف ملامح شخصيتهم. وقد يكون هذا وضعًا حرجًا للوالدين.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن المراهقين الذين يجربون تعاطي المخدرات وغيرها من العقاقير يعرضون حياتهم وسلامتهم للخطر. علاوة على ذلك، فعقل المراهق قابل لتكرار الارتباط بالمواد التي ترتبط بشكل أكبر بدوائر المكافأة في الدماغ.

ساعد في وقاية ابنك المراهق من إدمان المخدرات بالحديث معه عن عواقب تعاطي المخدرات وأهمية اللجوء للخيارات الصحيحة.

سبب تعاطي المراهقين المخدرات أو إدمانها
يمكن أن تتسبب عوامل كثيرة في تعاطي المراهقين للمخدرات وإساءة استخدامها. فهناك علاقة وثيقة بين تعاطي المراهقين للمخدرات وبعض العوامل مثل: طبيعة شخصية المراهق، والتفاعلات الأسرية، ومدى شعور المراهق بالراحة مع أقرانه.

تشمل عوامل الخطر الشائعة لتعاطي المراهقين للمخدرات ما يلي:

وجود تاريخ عائلي لتعاطي المواد المخدرة.

الإصابة بمشكلة صحية عقلية أو سلوكية مثل الاكتئاب، أو القلق، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

سوابق التعرض لأحداث صادمة، مثل التعرض لحادث سيارة أو الوقوع ضحية لسوء المعاملة.

قلة تقدير الذات والشعور بالرفض الاجتماعي.

في الغالب، يرغب المراهقون في التأقلم مع الأقران. لذا إذا كان أقرانه يتعاطون المواد المخدرة، فسوف يتطلع ابنك المراهق إلى مشاركتهم هذه التجربة والإحساس بنفس الشعور. وقد يتعاطى المراهقون المواد المخدرة رغبة منهم في الشعور بالقبول ومزيد من الثقة مع أقرانهم.

وقد يلجأ المراهقون إلى تعاطي المواد المخدرة عند شعورهم بالوحدة أو التعرض للضغوط في محاولة منهم لصرف التفكير عن هذه المشاعر.

وقد يُجرب المراهقون هذه المواد المخدرة بدافع الفضول، أو كوسيلة للتمرد أو تحدي القواعد التي تتبعها الأسرة.

عواقب تعاطي المخدرات في سن المراهقة
يمكن أن تشمل عواقب تعاطي المخدرات في سن المراهقة ما يلي:

الاعتماد على المخدرات: بعض المراهقين الذين يسيئون استخدام الأدوية أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطراب تعاطي المواد المخدرة فيما بعد.

ضعف القدرة على اتخاذ القرارات: يرتبط تعاطي المخدرات في سن المراهقة بسوء التقدير في التفاعلات الاجتماعية والشخصية.

النشاط الجنسي: يرتبط تعاطي المخدرات بالنشاط الجنسي عالي الخطورة، والجنس غير الآمن، والحمل غير المخطط له.

اضطرابات الصحة العقلية: تعاطي المخدرات يمكن أن يعقّد أو يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق.

تغيرات في الأداء الدراسي: من الممكن أن يؤدي تعاطي المواد المخدرة إلى ضعف التحصيل الدراسي أو عدم الانتظام في الحضور، وتدني مستوى الخبرات المكتسبة في المدرسة.

أيضًا السرقة من أقرب الأقربين له.

الآثار الصحية الناجمة عن تعاطي العقاقير
تشمل العقاقير التي يمكن أن يتعاطاها المراهقون مواد قد يُصرح بها للبالغين، كالكحوليات أو التبغ، والحبوب. وقد يتعاطون أيضًا عقاقير توصف لحالات مرضية معينة.

يمكن أن يؤدي تعاطي العقاقير إلى إدمانها والتعرض للعجز الشديد، والمرض، والوفاة.

الحديث مع ابنك المراهق عن تعاطي المخدرات
من المحتمل أن تتحدث عدة مرات مع ابنك المراهق عن تعاطي المخدرات والكحوليات. فإذا كنت بصدد بدء حوار مع ابنك المراهق عن تعاطي المخدرات، فاختر مكانًا تشعران فيه بالراحة. واختر وقتًا يقل فيه احتمال أن يقاطعك أحد أو شيء. ويعني هذا أن عليكما التخلي عن هواتفكما. ومن المهم أيضًا أن تعرف الوقت الذي ينبغي أن تتجنب فيه الحديث.

يُستحسن تأجيل الحوار عندما يكون الوالدان غاضبين، أو عندما يكون المراهق محبطًا. وفي حال لم تكن مستعدًا للإجابة عن أسئلته، فيمكن إخبار الابن المراهق بتأجيل الحديث عن هذا الأمر لوقت لاحق. وكذلك في حال كان المراهق ثمِلاً، انتظر حتى يستعيد حضوره الذهني.

ناقش الأسباب المشجعة على الامتناع عن تعاطي المخدرات. تجنب أساليب التخويف، بل أكّد على أن تعاطي المخدرات يمكن أن يؤثر على الأشياء المهمة في حياة ابنك المراهق مثل: الأداء الرياضي، أو قيادة السيارات، أو الحالة الصحية، أو المظهر.

كن على استعداد لمناقشة تجربتك مع تعاطي المخدرات. فكّر في كيفية الرد إذا سألك ابنك المراهق عن تجربتك في تعاطي المخدرات والكحوليات. وإذا كنت قد اخترت الامتناع عن تعاطيها، فاشرح له السبب. أما إذا كنت قد تعاطيت المخدرات بالفعل، فاذكر له ما تعلمته من تجربتك.

استراتيجيات وقائية
تعرّف على أنشطة ابنك المراهق: انتبه للأماكن التي يرتادها ابنك المراهق. وتعرَّف على الأنشطة التي يشرف عليها البالغون التي يهتم بها المراهق وشجعه على المشاركة فيها.

ضع قواعد وعقوبات: اشرح القواعد المفروضة في أسرتك، مثل مغادرة الحفلات التي تشهد تعاطيًا للمخدرات، وعدم ركوب سيارة مع سائق يتعاطى مخدرات. تعاون مع ابنك المراهق لوضع خطة للوصول إلى المنزل بأمان إذا كان من يقود السيارة يتعاطى المخدرات. في حال خالف ابنك المراهق القواعد الموضوعة، يجب تطبيق ما يترتب على ذلك من عواقب بصورة متوافقة مع ما حدث.

اعرف أصدقاء ابنك المراهق: إذا كان أصدقاء ابنك المراهق يتعاطون المخدرات، فقد تُلِح عليه الرغبة في تجربتها هو الآخر. إذا كنت تظن أو تعرف أن ابنك المراهق يجرب تعاطي المخدرات أو يتعاطاها بالفعل:

اطلب المساعدة من متخصص. إذا كنت تعتقد أن ابنك منخرط في تعاطي المخدرات، فاطلب المساعدة المتخصصة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.