بعد أكثر من قرن على غرقها، أعلن فريق بحثي أمريكي عن اكتشاف حطام سفينة شراعية خشبية غامضة في بحيرة ميشيغان، بعدما أفلتت من محاولات البحث لعقود طويلة.
السفينة، التي أطلق عليها لاحقًا اسم “إف جي كينغ”، غرقت عام 1886 وأصبحت أسطورة محلية بين صائدي حطام السفن في البحيرات العظمى.
قصة غرق السفينة
وغرقت “إف جي كينغ” في سبتمبر 1886 بعد أن علقت في عاصفة ليلية عاتية، إذ رصد حارس منارة محلي صواري السفينة المكسورة على سطح البحيرة في الأيام التالية، واصطاد الصيادون أجزاءً منها بشباكهم، لكن أحدًا لم يتمكن من تحديد موقعها حتى العام الجاري.
جهود البحث والاكتشاف
بحسب جمعية ويسكونسن لعلم الآثار تحت الماء، تمكن فريق مكوّن من باحثين وعلماء مواطنين من تحديد موقع السفينة قبالة سواحل بلدة بايليز هاربور في ولاية ويسكونسن.
بريندون بايلود، المؤرخ البحري وقائد المشروع، قال لشبكة CNN: «كنا نرغب بشدة في حل هذا اللغز لم أصدق أننا عثرنا عليها”.
تفاصيل الاكتشاف
بدأ بايلود تحقيقاته بالعودة إلى السجلات التاريخية ومقال نادر لحارس المنارة ويليام ساندرسون نُشر بعد أسبوع من الغرق، وحدد فيه الموقع التقريبي للسفينة.
بعد رسم شبكة بحث بمساحة ميلين مربعين، استخدم الفريق تقنية السونار ليكتشف الحطام على بُعد أقل من نصف ميل من الموقع الذي أشار إليه ساندرسون. وعند مرورهم الثاني ظهرت صورة واضحة لهياكل السفينة “السليمة بشكل ملحوظ”.
سفينة شبح تتحول إلى أسطورة
بُنيت السفينة عام 1867 لنقل الحبوب والسلع مثل خام الحديد والأخشاب في فترة ازدهار تجارة البحيرات العظمى. عملت لمدة 19 عامًا حتى تلك الليلة من سبتمبر التي تفككت فيها ألواحها تحت تأثير الرياح العاتية.
على مر العقود، تحولت “إف جي كينغ” إلى لغز بحري، وأُعلنت مكافآت للعثور عليها، بينما اعتبرها باحثون ونوادي غوص “السفينة الشبح” للبحيرات العظمى.
البحيرات العظمى مقبرة سفن
تشهد البحيرات العظمى أعلى كثافة حطام سفن في العالم، حيث غرقت آلاف السفن منذ القرن التاسع عشر بسبب العواصف وتقلبات الطقس.
في بحيرة ميشيغان وحدها، هناك أكثر من 200 حطام سفينة لم يُكتشف بعد، وفقا لبايلود الذي أنشأ قاعدة بيانات لها منذ ثلاثة عقود.