
هؤلاء يعادون التحول المدني الديمقراطي
التقي البشير الماحي
في بداية الحقبة الاستعمارية ومع بروز بعض مظاهر الحداثة وملامح تشكّل الدولة السودانية، ظهر مصطلح أو عبارة كنا نسمعها كثيراً من الأهل وهي “زول شهرية”، وتُطلق على الشخص الذي يعمل بأجر شهري واللفظ كان يحمل بعض الازدراء
ومن الحكايات العالقة بالذاكرة قصة ذلك الرجل الذي كان يعمل مع جدّنا عبد الرحمن، والذي تمنى ودعا الله أن تهطل السماء أمطاراً من الريالات، حتى يجمع “جردل” الريالات بريال واحد لحاج عبد الرحمن. فذلك كان قمّة ما يطمح إليه أن يملأ جردلاً من الريالات مقابل ريال لحاج عبد الرحمن.
أما في واقعنا اليوم، فقد أصبح لدينا عدد مقدّر من هؤلاء الذين يمكن أن نطلق عليهم “ناس شهرية”. لكنهم لم يعودوا يجمعون الريالات وحدها ولا جرادل الذهب وكل ما غلا ثمنه ليسلّموه إلى “حاج عبد الرحمن”. بل زادوا عليه بأن جعلوا منه طاغية .
هؤلاء يعادون التحوّل المدني الديمقراطي ليظلوا عبيداً، فهذا ما جُبلوا عليه وكلما غاب عنهم “حاج عبد الرحمن” صنعوا لهم حاجّاً آخر يتوسّمون فيه الخير ليبقوا على ذات الحال
فكلما أمطرت السماء حريةً، حملوا مظلاتهم. أو كما قال أفلاطون.
المصدر: صحيفة التغيير