أمد/ إقتباس من مقولات أفلاطون ” لا ترسل حمامة السلام لجائع ، سيأكلها ” .
بذلك الإقتباس نبدأ ، بخط نعينا لحمامة سلام لطالما حلمنا بإطلاقها لعنان الحرية والعتق من الإحتلال وإسعمار طال زمنه ، أرسلناها لحتفها لأن من أرسلت إليه لم ولن يؤمن بالسلام قط .
* تلك مقدمتنا ، ليست بسوداوية الإعتقاد ، ولا بقصر نظر يعترينا ، وإنما للأسف وببالغ الحزن نقول الحقيقة المرة .
فما شهده العالم بأسره ، بل والخليقة منذ نشأتها على الأرض لم تعرف السلام المطلق أبدآ ، وإنما هي حقب من مجموعات هدن تمهيدآ لحروب طاحنة كونية مررنا نحن بحلقاتها الأخيرة بإثنتين منها سابقا والثالثة نعيش مجرياتها التحضيرية والتي تشي بقرب وقعتها المزلزلة ، فقد بدأت ملامحها تتجلى أكثر من قبل ، بل وإستدركت شرارتها الأولى بالزلازل الإقتصادية العالمية التي عصفت بالجميع دون إستثناء منذ نهاية تسعينات قرننا وصولاً للعد التنازلي الزمني الصفري لنهايات الألفية العشرينية من عمر الأمم .
فما يشهده عالمنا الآن هي حافة الهاوية ، وما نسمعه يقترب لمسامعنا كل لحظة هي طبول الملحمة الأممية الكبرى ، والتي ستكون ساحتنا كوطن عربي هي مسرحها الرئيسي ، بعدما تنتقل رويدآ من كواليس بروفوهاتها في شرق آسيا نقطة الإنطلاق هناك خلال أسابيع لن تتعدى بضعة أشهر للوصول إلى العرض النهائي لها بمنطقتنا الجغرافية ، التي كتب لها قدرآ أن تشهد ذلك الحدث الكوني .
إن ما يتكون الآن من محاور إقليمية وتجهيزات دفاعية وسباق تسلح ، وتصنيع معدات عسكرية غير تقليدية وغير مكلفة لضعف بإقتصاد من ناحية ، وتبني جيل جديد من الأسلحة ترتكز على التكنولوجيا أكثر من الأفراد من ناحية أخرى ، ما هي إلا طلائع قوات تتجمهر نحو الهدف وتحتشد وتعد عدتها لما هو قادم على عجل من أمره .
ولمجريات الأحداث همسات تترنم أذننا ، وتشيح ببصرنا نحو حركة مريبة تحدث دينماكيآ هنا وهناك ، فلا خطة ترامب لإنهاء المجزرة في غزة على حين غرة بجلل وصحوة ضمير ، ولا تجميع وإعادة الإنتشار للقوات الدولية من ناتو أو قوات ألمانيا المستحدثة أو الدهاء البريطاني لإعادة التموضع لقدراتها الإستخبارية وتخليها عن آيدولوجيات خلقتها بأيديها منذ عقود ، ولا حتى لقاعات إجتماع قادة أمريكا العسكريين التي أرهقت مضجعهم كل حين ، إلا دليل على عظم الحدث المنتظر .
نحن لا نقرأ الفلك هنا ، ولا نتبنى تنبؤات ، وإنما نعيش ( لمن هو على قيد الحياة ولم تأخذه الغفوة بعد ) ، ونرصد لحظة السدال وبدأ العرض للحدث .
فمفاتيح فهرس العرض النهائي القادم تأخذك نحو تحليل وقراءة واضحة لما تحتويه المرحلة المنتظرة لسيناريو قد خط ، وبعض تلك المفاتيح نعرضها لكم بالآتي :
خطط دفاع مشترك أوسطية وخليجية آسيوية ، بعضها إتفاقات دفاع شملت أسلحة غير تقليدية.
خطط دفاع مشترك مصرية تركية تتبلور .
تجهيزات دفاعية على قدم وساق من بناء ملاجئ بشتى مدن تركيا .
مناشدات أوروبية وغربية لرعاياهم بالوطن العربي بمغادرة أو التجهز لحين إصدار تعليمات بالإخلاء .
مناشدات لمواطني وقانتي عديد الدول الغربية من حكوماتهم بتخزين ما يلزم من طاقة وغذاء .
تجارب عملية تنفذ بالأسلحة السيبرانية على أنظمة التحكم والإتصال والسيطرة الدولية .
مصانع حربية زادت من إنتاجيتها العسكرية لأسلحة كما أوضحنا غير مسبوقة جربت ونجعت نتائجها ، كالمسيرات مثلآ ، وليس حصرآ ، وأسلحة تدار بذكاء شديد عن بعد دورة تصنيعها أقصر مدة زمنية وبمواد أولية أبسط .
التذبذبات الغير إعتيادية بالسوق العالمي للمواد الخام والطاقة والمعادن .
طي قضايا عالمية لطالما كانت عواجل إخبارية بسرعة كبيرة دون ملامح حلول منهجية واضحة ، وهنا تجلت بأغلب قضايا منطقتنا العربية ، وبكل الساحات تقريبآ .
عودة النظر لتفعيل قواعد عسكرية إستراتيجية بالعالم أخذت منحى ” إن هولد ” ، لحقبة من الزمن .
التطرف الغير مسبوق من اليمين على اليسار الشعبي والذي شمل أوروبا وأمريكا ويتعاظم بشكل جوهري .
الإجهاز على ” الديمقراطية” ، وحكم العسكرة ، والتغول على القوانين والأعراف دون قيد في بلاد مثلت طيلة حياتنا منصات الحرية المنشودة للبشرية .
بث الرسائل الإعلامية الممنهج ، نحو تحولات جذرية جوهرية قادمة للعالم ، لن يقدر أحد على إيقافها .
التحول من الردع إلى نظريات الضربة الإستباقية الحازمة ، كمصطلح أوروبا ” بزر الزناد ” ، أو روسيا ” باليد الميته ” ، وأمريكا ” بالحدث الأعظم ” ، و” اسرائيل ” بحربها المقدسة ، وجميعها تشي بإستخدام أسلحة الدمار الشامل ، المحدود والمتوسط التأثير المساحي المؤثر للضربة .
إعادة صياغة محاور غير تقليدية لدول غربية ، في مضمونها تحمل عناصر المفاجأة الحربية ، وفي ظاهرها تحمل الوداعة والود الدبلوماسي المخادع لمناصرة قضايانا .
* وجميع ما ذكر لبعض ما يدور بالواقع ، يشير لنا لنقطة مركزية تتعلق بشكل مباشر بنا ، وهي بقعة الشرق الأوسط وساحة القتال التي تبنته تلك القوى العظمى لقطب واحد مهيمن ، وقطب آخر يتشكل ، و من منطلق الحرب في ميدان ” العدو لهم ” ، والتي ستكون بدايتها ضربات كبيرة في منطقة آسيا وشرقها خاصة إيران ، ومعها لليمن ، مرورآ ببعض دول شمال أفريقيا ، ومنها للعراق ولبنان ، وصولآ لمسرح العمليات سوريا حيث الجمع يلتقي هناك .
وأخيرآ معيدآ لما بدأت ، بأن لا حمامة سلام بقيت ولا حتى غصن زيتون تقف عليه ، فكلاهما لقي حتميته أمام زمرة متعطشة للدماء كارهآ للحياة ، فلا سلام يفقهون معناه ، ولا حرمة عند آيديلوجيا التطرف التي يتبنون ، ولا لغة حتى نفقههم بها .
فلنجعل بيننا وبين المفسدين بالأرض سدا .