كتب محمود الطوخي



12:41 ص


28/09/2025


في الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كشف جيش الاحتلال للمرة الأولى عن تفاصيل العملية التي وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها “غيّرت الشرق الأوسط”.

لكن عملية الاغتيال التي أسقط فيها سلاح الجو الإسرائيلي 83 على المخبأ السري المحصن تحت الأرض بضاحية بيروت الجنوبية، حيث تواجد نصر الله، سبقها عمليات استخباراتية على الأرض.

وبحسب ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني “واي نت”، يرى بعض المسؤولين التحضير عملية تفجيرات “البيجر” كان أكثر سهولة من التجهيز لعملية اغتيال نصر الله؛ إذ تم تنفيذها تحت نيران الجماعة اللبنانية.

ذكرت الموقع العبري، أن القصف الجوي لمخبأ نصر الله سبقه عملية برية نفّها عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي، حيث زرعوا معدات “فريدة” في قلب معقل الأمين العام الأسبق للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط انتشار مكثف لمقاتلي حزب الله.

في سبتمبر 2024، تسلل عملاء من الموساد الإسرائيلي بالتزامن مع قصف مكثف لمعاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، إلى حارة حريق حاملين طرودا مموهة، عبر الأزقة بالتنسيق مع عميل الموساد لمنع قصفهم بينما لا يزالون في داخل المخبأ السري للأمين العام الأسبق لحزب الله الذي أُنشئ أسفل مبنى سكني متعدد الطوابق.

يقول “واي نت”، إن معلومات استخباراتية تلقتها الوحدة 8200 وجيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، أفادت بأن نصر الله يرتب للقاء مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في لبنان اللواء عباس نلفروشان، بحضور قائد المنطقة الجنوبية في حزب الله علي كركي.

في ذلك الوقت، كان عملاء الموساد الذين تسللوا إلى المخبأ الذي لا يعرف به سوى عدد قليل من عناصر أمن حزب الله، وقاموا بتثبيت الأجهزة التي بحوزتهم في مواقع تم تحديدها مسبقا.

قبل انطلاق عملاء الموساد إلى مهمتهم في بيروت، طالبوا بوقف القصف الجوي المكثف في ذلك الوقت، لكن قائدهم أقنعهم بأن سلاح الجو سيزيد القصف حرصا على سلامتهم؛ ليجبر مقاتلي حزب الله على الاختباء لعدم اعتراض فريق الموساد خلال اقترابهم من المخبأ السري.

ما الأجهزة الذي زرعها الموساد في المخبأ السري؟

يصف موقع “واي نت” العبري، المعدات التي زرعها عملاء الموساد في مخبأ نصر الله بأنه “مستوحاة من الخيال العلمي”، مشيرا إلى أن تطويرها اكتمل في عام 2022.

وأوضح أن الموساد أدرك حاجته إلى معدات تضمن له تحقيق هجوم دقيق على أعماق متفاوتة تحت الأرض، إذ استهدف تطويرها بشكل رئيسي تدمير البرنامج النووي الإيراني، إذ شاركت شركتان دفاعيتان إسرائيليتان مع الجيش لتطوير قدرة خاصة قدرات اختراق عميقة للذخائر.

وأشار الموقع، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرص بشكل كبير على أن تصيب الذخائر الأهداف بدقة متناهية؛ إذ أنه في حال أخطأت قنبلة زنة طن هدفها أو انحرفت ولو مترا واحد، فإن من بداخل الأنفاق سيصابون في أقصى تقدير بسبب طبيعة المنطقة الصخرية.

تمكن عملاء الموساد على الأرض من زرع الأجهزة داخل منطقة الضاحية الجنوبية بالمواقع التي حددها المسؤولون كموقع لاجتماع نصر الله، ما أدى في النهاية إلى مقتله حوالي الساعة 6:20 مساء يوم 27 سبتمبر 2024، بعد أن أسقط سلاح الجو الإسرائيلي 83 قنبلة على المنطقة التي يقع أسفلها المخبأ السري.

في البداية، خطط سلاح الجو الإسرائيلي لاستخدام نصف عدد القنابل التي أسقطتها المقاتلات على المنطقة، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف جالانت، أمر بمضاعفة عدد القنابل لضمان مقتل الأمين العام الأسبق لحزب الله والقيادي الإيراني.

توثيق القصف الإسرائيلي

ونشرت الاستخبارات الإسرائيلية، السبت، تفاصيل لم يُكشف عنها سابقا لعملية اغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، وفق القناة 12 العبرية.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، أن نصر الله اختار البقاء في مخبأ محصن تحت الأرض تم تصميمه وبنائه بتكنولوجيا إيرانية، عقب اغتيال رئيس أركان حزب الله إبراهيم عقيل وتفجيرات “البيجر”.

وأشارت إدارة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إلى أن نصر الله عمل على استعادة قدرات حزب الله والتخطيط لعمليات انتقامية ضد إسرائيل لكن تم إحباطها، في الأيام التي سبقت اغتياله.

وفي حين سعى نصر الله إلى استعادة قدرات جماعته الموالية لإيران، تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من تحديد موقع مخبأه السري، بناء على معلومات جمعتها شعبة الاستخبارات العسكرية على مدار سنوات.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدف مقرا سريا في العاصمة اللبنانية بيروت بـ83 قنبلة في آن واحد، ما أسفر عن مقتل نصر الله وقائد الجبهة الجنوبية في حزب الله علي كركي، إلى جانب عدد من كبار القادة.

ونشر جيش الاحتلال، مساء اليوم، مشاهد للحظة الهجوم التقطتها مقالات السرب 69 بسلاح الجو الإسرائيلي.

#عاجل هيئة الاستخبارات العسكرية تكشف تفاصيل جديدة عن عملية القضاء على نصرالله “بقي نصرالله في الملجأ الذي تم إنشاؤه بتكنولوجيا إيرانية محاولاً التخطيط لهجمة مضادة”

تكشف هيئة الاستخبارات العسكرية أنه في الأيام المعدودة التي سبقت تصفية حسن نصرالله وبعد عملية تفجير أجهزة البيجر… pic.twitter.com/ATxpzTp8LN

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 27, 2025

ويظهر أحد التسجيلات، التي التقطت بعد دقائق من الهجوم، قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار وهو يخاطب أفراد السرب المشارك في الهجوم، قائلا: “اصبروا، لدينا الآن فرصة.. سنصل إلى الجميع، هذه هي فرصتنا الآن، فلنواصل بنفس الاحترافية والهدوء”.

شاركها.