من المفارقات المدهشة والغريبة , اغرب من الخيال السريالي , في مهزلة المسرح السياسي الكوميدي الهزيل الى حد الساذجة الغبية , في الحملات الانتخابية للأحزاب الشيعية , رفع شعار مزيف ووهمي , في شماعة عودة البعث وايتام نظام صدام حسين الساقط , في تهديد جمهور الناخبين : أما نحن أو رجوع البعث , والمدهش الذي يكشف الحقائق الصادمة , بأن كوادر البعث , اصبحوا من القيادات الصف الاول في الاحزاب الشيعية , بيدهم مصير القرار السياسي ومصير العراق , وهم يحركون بوصلة الاحزاب الشيعية الى الامام , أو الى الوراء, وتأتي ان المفوضية العليا للانتخابات لتؤكد زيفهم ونفاقهم , حيث رفضت ترشيح حوالي 250 مرشح للانتخابات مجلس النواب المرتقب , بسبب شمولهم بقانون المساءلة والعدالة ,من المستبعدين من البيت الشيعي حوالي 143 مرشحاً في الاطار التنسيقي , ومن المكون السني حوالي 92 مرشحاً , والباقي موزع على بقية المكونات الاخرى , اي يتضح بأن الإطار التنسيقي قدم اكثر المرشحين من صفوف ايتام البعث , وهذا يستدعي السؤال الجوهري : عن أي بعث يهددون الناخبين ؟ وكيف يتم فهم هذه المفارقة العجيبة في شعار الاطار التنسيقي : أما نحن أو رجوع البعث !!!! عن اي بعث يتحدثون ؟
هل هناك حزب للبعث لم نعرفه لحد الآن , حتى يهددون به , مثل حكايات جدتي تخيف الأطفال في تهديدها ب ( السعلوه ) التي تخطفهم وتأكلهم , والآن يهددوننا ب ( السعلوه ) البعثية , وهم منذ مجيئهم تعاونوا مع أيتام البعث, ومنحوهم الصفوف الأولى في قيادات أحزابهم , بعد منحهم صكوك البراءة والغفران , في اعادة تدوير ماكنة البعث مجدداً , ليكونوا في صفوفهم الاولى وبيدهم مصير القرار السياسي , في غفران جرائم البعث الفاشية السيئة الصيت , أكثر من عقدين من الزمن . هذا يؤكد بدون شك , فشلهم في بناء الدولة, فشلهم في المسؤولية وفي خدمة الناس في حل المشاكل العويصة .
هذا يؤكد بأن عقليتهم اللصوصية هي أسوأ من البعث الف مرة , وهذا يدل بأنهم ليس لديهم برنامج انتخابي يقدمونها الى الناخبين , سوى صناعة عدو وهمي , يدعو الى الرثاء والكوميديا الرثة والساخرة , في خلق معضلة وهمية : اما نحن أو رجوع البعث , وايتام البعث في صفوفهم , وفي الحكم والسلطة والنفوذ والمال , بدعمهم واسنادهم , هذه مهازل الإطار التنسيقي في المتاجرة بالشعارات المزيفة لخداع الناس , ولم يعترفوا بفشلهم على مدى أكثر من عشرين عاماً في الحكم , لم يقدموا شيئاَ , والعجز الكلي في محاربة الفساد والفاسدين , بل اصبحوا هم ابطال الفساد والفاسدين في نهب البلاد والعباد , لم يبق لهم في جعبتهم السياسية الفارغة , سوى التهديد بشماعة البعث, هذا الاحتيال والخداع , يسقط في الفراغ , وسيزيد نسبة المقاطعين في الانتخابات اضعافاً مضاعفة , لأن هذه الانتخابات المرتقبة , هي عبارة عن تدوير النفايات مجدداً مثل كل مرة ……. استهلكت شعاراتهم وأصبحت بضاعة فاسدة وعفنة , وبال عليها الزمان . انهم سقطوا سياسياً واجتماعياً ودينياً واخلاقياً , عليهم ان يفتشوا عن شماعة أخرى غير هذه الاسطوانة المشروخة , قبل ان يغرقهم الطوفان .