استمرار الوضع الحالي يعني دخول الفاشر مرحلة إبادة جماعية صامتة بحق عشرات الآلاف بينهم نساء وأطفال وفق شبكة الأطباء.
الفاشر: التغيير
كشفت شبكة أطباء السودان مهنية مستقلة، عن ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال والنساء بسبب سوء التغذية الحاد الناتج عن الحصار الممنهج إلى 23 حالة خلال شهر سبتمبر الحالي فقط، بينهم 5 نساء حوامل، في ظل غياب الغذاء والدواء.
ومنذ مايو 2024م تفرض قوات الدعم السريع حصاراً على الفاشر عاصمة شمال دارفور، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس، وتسببت المعارك الأخيرة بين الجيش والدعم السريع في قطع طرق الإمداد الرئيسية، ما جعلها الفاشر تعيش عزلة شبه كاملة.
وقالت شبكة أطباء السودان في بيان، إن مدينة الفاشر تشهد كارثة إنسانية مكتملة الأركان، وأكدت أن ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة ممنهجة تتمثل في حرمان المدنيين من حقهم في الحياة واستهداف مواطني الفاشر بالمجاعة كسلاح حرب، “وهو ما ينطبق تماماً على تعريف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي”.
وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن هذه الكارثة من خلال استمرار حصارها للفاشر لأكثر من عام ومنعها لدخول المساعدات الإنسانية، واعتبرت المجتمع الدولي والأمم المتحدة شركاء في الجريمة بصمتهم وتقاعسهم عن التدخل رغم وضوح حجم المأساة.
وحذرت الشبكة من أن استمرار هذا الوضع يعني دخول الفاشر في مرحلة إبادة جماعية صامتة بحق عشرات الآلاف من النساء والأطفال، واعتبرت أن كل يوم تأخير في رفع الحصار وإدخال الغذاء والدواء هو حكم بالإعدام الجماعي على مواطني الفاشر.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023م حربًا دامية بين الجيش والدعم السريع، خلّفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخليًا وخارجيًا، إلى جانب انهيار واسع في الخدمات الأساسية وتعطّل قطاعات حيوية كالزراعة والصحة والتعليم.
ومع اتساع رقعة القتال تفاقمت الأزمة الإنسانية لتصبح من بين الأسوأ عالميًا، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة تهدد الملايين.
وحذرت تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أن استمرار الحصار يضع الفاشر على شفا كارثة.
المصدر: صحيفة التغيير