كتب أحمد الضبع:
03:00 م
26/09/2025
في ولاية ماهاراشترا الهندية، تقع قرية صغيرة تُدعى «شاني شينغنابور»، تحولت إلى أسطورة حية بفضل تقليد فريد استمر أكثر من ثلاثة قرون، منازل بلا أبواب، ومحال مفتوحة بلا أقفال، وسكان لا يعرفون الخوف من السرقة.
القصة تعود إلى ما يقرب من 300 عام، حين جرفت السيول صخرة سوداء ضخمة من نهر «باناسنالا» إلى أطراف القرية. وعندما لمسها الأهالي بعصا، سال منها دم، ثم ظهر «شاني» إله كوكب زحل بحسب المعتقدات الهندوسية في حلم لشيخ القرية، معلنًا أن الصخرة تمثّل هيئته، وأنه سيقيم بينهم ليحرسهم من الشرور، شرط أن تُترك مكشوفة دون سقف أو جدار يحجبها، ومنذ ذلك الوقت، تعهد بحماية القرية وسكانها، وفقا لـ”بي بي سي”.
ومنذ نصب الصخرة في قلب القرية، قرر الأهالي التخلي عن الأبواب والأقفال، إيمانًا بأن «شاني» يحميهم. حتى اليوم، تقتصر بعض المنازل على لوح خشبي يُسند على المدخل لإبعاد الكلاب الضالة، لكن دون أبواب أو مفاتيح. أما الأموال والمجوهرات فتبقى داخل البيوت في أمان تام، وسط قناعة راسخة بأن أي لص سيُعاقب فورًا بالعمى أو بسوء الحظ لسنوات طويلة.
المفارقة أن هذا التقليد انسحب على مؤسسات القرية أيضًا؛ فمركز الشرطة الذي افتُتح عام 2015 لا يملك بابًا أماميًا، ولم يتلق أي بلاغ سرقة من السكان، كما افتُتح أول فرع مصرفي «بلا أقفال» عام 2011، بواجهة زجاجية ووسائل حماية رمزية فقط احترامًا لمعتقدات الأهالي.
ويستقطب «معبد شاني» اليوم أكثر من 40 ألف زائر يوميًا من مختلف أنحاء الهند، بعدما تحوّل من مزار بسيط إلى معبد ضخم تبرع له الزوار بأراضٍ وأموال طائلة.
صحيح أن بعض حوادث السرقة سُجلت على أطراف المنطقة عامي 2010 و2011، لكن الأهالي يؤكدون أنها وقعت خارج نطاق القرية، بينما يرى المشككون أن انخفاض معدلات الجريمة يعود إلى عزلتها الجغرافية لا إلى «المعجزة».
ورغم بروز أصوات تطالب بتركيب أبواب لأسباب أمنية حديثة، فإن الغالبية متمسكة بالتقليد، موقنة بأن حماية «شاني» ستظل درعًا لهم لقرون أخرى.