ترأس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، ووزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، الاجتماع الوزاري لحشد الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، الذي نظّمه الأردن والبرازيل وإسبانيا يوم أمس، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرش، ورئيسة الجمعية العامة أنالينا بيربوك، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.اضافة اعلان

وقال الصفدي خلال كلمته في الاجتماع “لا حاجة لي لأن أقدّم الحجّة دفاعًا عن الأنروا، فأطفال غزة الجائعون يقدّمون بألمهم تلك الحجّة، والأمهات اللواتي يشاهدن أطفالهن يذبلون أمام أعينهن يقدّمْنَ تلك الحجّة، والستمئة ألف طالب وأكثر في غزة، الذين لم يدخلوا مدارسهم منذ عامين، يقدّمون تلك الحجّة”.

وأضاف الصفدي”مئات الآلاف الذين يعتمدون على الأنروا من أجل لقمة عيش يسيرة، ومن أجل الدعم البسيط الذي يُبقيهم على قيد الحياة، يقدّمون تلك الحجّة، والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يقدمون الحجّة، و الأطفال الذين حُرِموا الأمل، يقدّمونها، كما أن عشرات الآلاف من أطفال فلسطين الذين بنوا مستقبلهم من خلال مدارس الأنروا، ومن خلال الدعم الذي وفّرته، فأصبحوا أطباء ومحامين وحرفيين وحرفيات، يقدّمون تلك الحجّة”.

وأكّد الصفدي أنه من غير المقبول”أن نناقش كيف ننقذ الأنروا وهي تنهار”.

وأشار الصفدي إلى أن الأنروا تتعرّض منذ ما قبل السابع من تشرين الأول لحملة اغتيال سياسي، ” لأنها تمثّل حق اللاجئين الفلسطينيين، ولأنها تمثّل أمل اللاجئين الفلسطينيين”.

ولفت الصفدي إلى أن الأنروا لن تتمكّن من الاستمرار في عملها إذا لم تحصل على التمويل اللازم مع نهاية هذا الشهر لإطعام أطفال فلسطين، ولإعادة بناء المدارس المُهدَّمة.

وقال الصفدي”الكارثة في غزة مستمرة، والإبادة الجماعية مستمرة، وأعداد الأطفال الفلسطينيين الذين يرتقون كل يوم تتزايد، لا برصاص الاحتلال فقط، بل أيضًا لأنهم لا يجدون ما يسدّ رمقهم. هذه حقيقة علينا أن نغيّرها”.

وأضاف الصفدي”ستصمت أصوات البنادق في لحظة ما، لأنه من غير المعقول أن تستمر دولة عضو في الأمم المتحدة بانتهاك قوانينها وميثاقها وقيمنا الإنسانية المشتركة، وبارتكاب المجازر ضد المدنيين والعالم يقف عاجزًا. في لحظة ما سيتحرّك العالم، وسيقول كفى، وسيوقف الحرب والانتهاكات وقتل الأطفال والنساء والرجال، وحينها، سنحتاج إلى الأنروا”.

وأكّد الصفدي أن لا أحد سيقوم بالدور الذي تقوم به الأنروا في غزة، “فهي كانت هناك حين غاب الآخرون، وهي تعرف كل زقاق، وكل شارع، وكل بيت، وكل مدرسة، وكل عيادة، وكل أسرة تحتاج إلى المساعدة. نحن بحاجة إلى الأنروا.”

وشدّد الصفدي أن الجميع صوّت لاستمرار ولاية الأنروا، وأكّد ضرورة ترجمة الدعم السياسي إلى خطوات عملية تُمكّن الأنروا من مواصلة عملها النبيل.

وقال الصفدي في هذا الصدد “فلنجسر الفجوة المالية التي تعاني منها الأنروا كي تقوم بواجبها، ولنعلن بصوت واحد لا لبسَ فيه أننا لا بدّ أن نحمي الأنروا؛ لأننا بحمايتها نحمي ما تبقّى من مصداقية نظامنا المتعدد الأطراف، والتزامنا بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وختم الصفدي حديثه بالقول “الأنروا التي قدّمت التضحية الكبرى، مئات من موظفيها قتلوا، ومع ذلك تواريهم ثم تعود لتقدم لقمة خبز لمن يحتاج ودواء لمن يتألم. تلك هي الأنروا”.

بدوره، أكّد وزير الخارجية الإسباني أن إسبانيا تأمل في تجديد ولاية الأنروا، وتؤكّد ضرورة توفير تمويل كافٍ لمواصلة عملها.

وقال: “أحثّ كل من يؤمن بحل الدولتين، ويؤمن بمستقبل سلمي بين إسرائيل وفلسطين، على زيادة التمويل لكل من الأنروا والسلطة الفلسطينية، بما يتيح مستقبلًا آمنًا للشعب الفلسطيني”.

من جهته، أكّد وزير الخارجية البرازيلي ضرورة العمل الجماعي لضمان التمويل الكافي والمنتظم، لتتمكّن الأنروا من التخطيط لخدماتها وتقديمها دون التعرّض لخطر الانهيار الدائم.

وجدّد التأكيد على دعم البرازيل تجديد ولاية الأنروا، مُشيرًا إلى أن وضع اللاجئين الفلسطينيين مسألة سياسية وقانونية متجذّرة في عقود من الصراع الدائر والاحتلال.

ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الأنروا تُعدّ ضرورة لأيّ آفاق للسلام والاستقرار في المنطقة، مطالبًا الجميع بدعم عملها وضرورة تمويلها بشكل عاجل وكامل لضمان استمرارية عملها.

بدورها، أكّدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ضرورة العمل من أجل حل الدولتين، ومواصلة دعم الأنروا.

وأشار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) فيليب لازاريني إلى أن الأنروا تواصل رغم كل الصعاب، الوقوف إلى جانب الفلسطينيين؛ حيث تقدم مساعدات إنسانية، وتشهد على انتهاكات وإهانات لا حصر لها.
[10:51 ص، 2025/9/26] ⁦+962 7 9934 3337⁩: الجزء الثاني

وفي مؤتمر صحافي مع وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) فيليب لازاريني عقب الاجتماع، قال الصفدي “قبل أن تبدأ الإبادة الجماعية في غزة بوقت طويل، وقبل أن تدمّر إسرائيل مدارس غزة، وقبل أن تدفن إسرائيل أطفال غزة تحت أنقاض منازلهم، وقبل أن تغلق إسرائيل المدارس أمام أكثر من٦٠٠,٠٠٠ طفل، كانت الأنروا حاضرة، وتقدّم التعليم والدعم”.

وأضاف الصفدي “يتجلّى عمل الأنروا في مئات الآلاف من الشباب الفلسطينيين الذين تمكّنوا من إنهاء دراستهم، والحصول على وظائف، والحصول على التعليم، ومواصلة حياتهم رغم قمع الاحتلال، وعلى الأنروا أن تبقى هناك”.

وتابع الصفدي “غزة أصبحت أرضًا يبابًا، يعيش فيها ٢,٣ مليون شخص في حالة نزوح. تدرك المزيد من الدول أن هذا العدوان لا يمكن أن يستمر، وأن هذه المجزرة يجب أن تتوقّف، وأن الشعب الفلسطيني يجب أن يعيش، وأنّ على الأطفال الفلسطينيين الذهاب إلى المدارس، وأنّ الأمهات لا يجب أن يشاهدنَ أطفالهنّ يرتقون أمام أعينهنّ لأنهنّ لا يستطعن إعطاءهم حليب الأطفال، حيث تواصل إسرائيل عدوانها الشرس على غزة، وتواصل منعهم من الحصول على المساعدات، ومنع دخول الطعام والخبز والماء إلى غزة”.

وقال الصفدي “هذه الحرب يجب أن تنتهي، وحينما تنتهي سنحتاج الأنروا لأنها تعرف غزة أكثر من أي جهة أخرى، وكانت موجودة من أجل الغزيين طوال سنوات الحصار وقبل الحرب بكثير، وتعرف كيف تعيد بناء غزة ومدارسها ومستشفياتها، وكيف تتواصل مع من يثقون بها، ولهذا يجب علينا أن ننقذ الأنروا ونحافظ عليها”.

وأشار الصفدي إلى الاستهدافات التي تعرّضت لها الأنروا قبل العدوان على غزة وخلاله، وبيّن أنه تم استهداف الأنروا قبل وقت طويل من السابع من تشرين الأول عام ٢٠٢٣ وخلاله، إذ ارتقى أكثر من ٣٤٠ من موظفي الأنروا في هذه المذبحة، ومع ذلك تستمر الأنروا في عملها.

وأكّد الصفدي ضرورة دعم الأنروا التي تقوم بدور لا يمكن الاستغناء عنه وفق تكليفها الأممي، وقال “من الضروري أن نتفق جميعًا، وأن نعمل معًا وندعم الأنروا سياسيًّا ونحييها للتضحيات التي تقدمها، ونموّلها أيضًا حتى تتمكّن من إعادة الحياة والأمل إلى غزة”.

واختتم الصفدي “لقد وُلِدَت الأنروا من رحم معاناة الشعب الفلسطيني. يجب أن تبقى حتى ينتهي بؤسهم بتلبية حقوقهم المشروعة غير القابلة للتصرف، في الحرية والدولة والكرامة والحياة. يحتاج الأطفال الفلسطينيون ببساطة إلى العيش، وعدم القلق بشأن التعرض للقتل عندما يذهبون إلى المدرسة، إذا كانت هناك مدرسة يذهبون إليها. لهذا السبب يجب أن ندعم الأنروا، ولهذا السبب يجب أن نقف إلى جانبها، ونواصل تنظيم هذه المؤتمرات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لحثّ جميع شركائنا على دعمها وتمويلها والتأكّد من حصولها على الموارد اللازمة لتمكينها من القيام بعملها”.

شاركها.