في خطوة جريئة أثارت الجدل بين جمهوري السودان ومصر، أطلق الفنان طه سليمان مؤخراً فيديو كليب أغنيته الجديدة «ألسوع»، التي تمزج بين إيقاعات المهرجانات المصرية الشعبية وأسلوب الراب العصري.

القاهرة: التغيير

جاء العمل محاطاً بردود أفعال متباينة؛ إذ انقسم المتابعون بين مؤيد اعتبر التجربة فتحاً فنياً جديداً وطريقاً نحو الانتشار العربي، وبين معارض رأى أن طه يغامر بهويته الفنية من أجل ملاحقة موجة عابرة.

تعاون طه في هذا المشروع مع مجموعة من أبرز صناع المهرجانات في مصر، وهم “الباور العالي، تايسون، أمير شيكو وناصر”، الذين وضعوا كلمات وألحاناً مستمدة من الشارع المصري بروحه الحيوية، فيما صاغ المخرج مصطفى يوري رؤية بصرية شبابية تواكب الإيقاع السريع، مع لقطات ديناميكية تعكس طاقة الأغنية وجرأتها.

ومنذ طرحها عبر منصات التواصل واليوتيوب، نجحت «ألسوع» في تصدر قوائم المشاهدة والتفاعل خلال ساعات قليلة.

الصحفي الطيب عبدالماجد قدّم مقاربة نقدية حول التجربة، معتبراً أن الانتشار الحقيقي لا يتحقق بمجرد اللحاق بموجة “الترند”، وإنما يحتاج إلى تخطيط مدروس واستثمار واعٍ للهوية الفنية.

وأوضح أن الغناء باللهجة المصرية قد يمنح طه منفذاً إلى جمهور أوسع، لكنه لن يصنع له بصمة ما لم يحافظ على خصوصيته السودانية.

كما شبّه الاعتماد على الترند بـ“الحليب عندما يفور، مرة يدفق ومرة يخبو”، مؤكداً أن الاستمرارية تحتاج إلى أصالة وصوت قوي وإنتاج محكم وتوزيع ذكي يضمن بقاء الأغنية في الذاكرة، لا أن تكون مجرد ظاهرة وقتية.

على مواقع التواصل الاجتماعي، تعددت الرؤى حول كليب «ألسوع». فهناك من اعتبر الخطوة نقلة نوعية لطه، وأشاد بجرأته في خوض تجربة غير مألوفة، معتبرين أن العمل قد يفتح له أبواباً أوسع في الساحة العربية.

في المقابل، رأى آخرون أن الانجراف نحو المهرجانات المصرية قد يذيب شخصية الفنان السوداني ويفقده أصالته التي عرفه بها جمهوره، مشددين على أن التميز الحقيقي يأتي من تقديم ما يعكس البيئة والهوية المحلية.

وبين هذين الموقفين، ظهر رأي ثالث يطالب بخلق توازن بين الأصالة والتجديد، بحيث يكون «ألسوع» جسراً للتجريب لا مدخلاً لفقدان البصمة الفنية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.