تُوجت الصحفية السودانية، سلمى عبد العزيز، بجائزة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية لعام 2025 في دورتها التاسعة، وهي واحدة من أهم الجوائز الصحفية في الوطن العربي. وحصلت سلمى على الجائزة تقديرًا لتغطيتها المتميزة لتداعيات الحرب في السودان، وما نجم عنها من كارثة إنسانية، خاصةً ملف الجوع. وقد تناولت تغطياتها آثار الحرب، وكشفت عن انتهاكات وملفات فساد متعددة.

القاهرة ـــ التغيير

ووجد فوز سلمى تجاوبًا واسعًا من المجتمع السوداني والعرب، حيث حققت قصصها وتحقيقاتها الاستقصائية أثرًا كبيرًا في تشريح الواقع وعكس آثار الحرب. كما أن هذا الفوز لم يكن الأول للصحفية سلمى، فقد سبق أن حصدت جائزة «إيغاد» للإعلام في عام 2024، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة «فيتيسوف» الدولية للصحافة في العام ذاته.

وعبر منشور على صفحتها الشخصية على «فيسبوك»، عبرت سلمى عن سعادتها بالجائزة، وأهدتها إلى والدتها وأسرتها الكبيرة، وإلى أرواح الصحفيين الذين قضوا نحبهم بسبب الحرب في السودان، وإلى الصحفيين في مناطق النزوح واللجوء.

و من أبرز القصص والتحقيقات التي أنجزتها سلمى عبد العزيز، تحقيق صحفي بعنوان «10 أشهر من القتال وكارثة جوع تقترب بالسودان»، والذي أعدته لشبكة «سي إن إن»، وكشف عن بيع المساعدات الإنسانية في السوق السوداء. كما أعدت تحقيقًا مشتركًا مع الصحفي إيهاب زيدان بعنوان «المصيدة البشرية.. لاجئون سودانيون يقعون في فخ عصابات منظمة على حدود مصر»، والذي كشف عن تعرض اللاجئين لانتهاكات على الحدود السودانية المصرية، ورصد وقائع خطف واغتصاب وطلب فدية.

جائزة هيكل

نُظمت جائزة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية من قبل «نقابة الصحفيين المصريين» بشكل سنوي، وتُمنح للصحفيين الذين قدموا دورًا ملموسًا في تغطية القضايا المهمة لمجتمعاتهم. وقد ذهبت الجائزة هذا العام إلى ثلاثة صحفيين من: السودان، ومصر، وفلسطين. حيث حصل عليها، بالإضافة إلى سلمى، كل من:

يوسف عقيل من مصر، تقديرًا لقصصه التي استخدم فيها صحافة البيانات لتوثيق حرب الإبادة في «غزة».

يحيى اليعقوبي من فلسطين، لملف قصص إنسانية قام بتغطيتها خلال الحرب في «فلسطين».

وبهذا التكريم، يرتفع عدد الفائزين بالجائزة منذ انطلاقها إلى 21 صحفيًا وصحفية. وتبلغ قيمة كل جائزة 350 ألف جنيه مصري، مما يجعلها واحدة من أبرز الجوائز العربية التي تدعم مسيرة الصحفيين الشباب.

حفل التكريم

احتفلت «مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية» بذكرى ميلاد «الأستاذ» هيكل، خلال حفلها السنوي الذي استضافته نقابة الصحفيين المصريين. وشهد الحفل هذا العام تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وتكريمًا لشهداء الصحافة الذين ضحوا بحياتهم.

حضر الاحتفالية مجلس أمناء المؤسسة برئاسة هدايت هيكل، ونقيب الصحفيين خالد البلشي، إلى جانب رموز إعلامية وثقافية. وخلال كلمته، أكد خالد البلشي أن «الأستاذ هيكل يمثل حالة استثنائية في الصحافة العربية»، فيما شددت هدايت هيكل على سعي المؤسسة لتمكين الشباب وإبراز إبداعاتهم، من خلال إتاحة فرص حقيقية لهم لتطوير مهاراتهم.

تجدر الإشارة إلى أن محمد حسنين هيكل أسس المؤسسة عام 2006 بهدف تعزيز خبرات الصحفيين العرب وتقديم الدعم الفني للصحافة الناشئة. كما أن للمؤسسة برامج تدريبية مشتركة مع نقابة الصحفيين، حيث تم تخريج 123 صحفيًا من دورات متقدمة في صحافة البيانات وتغطية النزاعات.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.