أمد/ نيويورك: تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لقادة الدول العربية والإسلامية الذين اجتمع بهم الثلاثاء، على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه “لن يسمح لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بضم الضفة الغربية” المحتلة.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع “بوليتيكو” الأميركي، يوم الأربعاء. وذكر الموقع أن اثنين من هؤلاء أكدوا أن ترامب كان “حازمًا في الموضوع”، وأنه وعد بأن إسرائيل “لن يُسمح لها بابتلاع الضفة الغربية التي تخضع لسلطة السلطة الفلسطينية وليس لحركة حماس”.
وعقد الاجتماع بمبادرة من ترامب وبمشاركة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، والعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، وممثلين عن كل من مصر والسعودية والإمارات وباكستان وإندونيسيا.
وبحسب مصدر ثالث قال موقع “بوليتيكو” إنه “مطلع على المحادثات”، فإن تعهّد ترامب لم يترجم إلى تقدم في مسألة التوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في قطاع غزة. في حين أشار مصدران آخران إلى أن ترامب وفريقه عرضوا وثيقة سياسية تتضمن خطة الإدارة لإنهاء الحرب، شملت التعهد بعدم الضم وتفاصيل أخرى تتعلق بالحوكمة والأمن “في اليوم التالي” للحرب.
وفيما شدد قادة الدول العربية والإسلامية خلال اجتماعهم بترامب على “ضرورة إنهاء الحرب والوقف الفوري لإطلاق النار” في غزة، بحسب ما جاء في بيان مشترك صدر مساء اليوم، الأربعاء، غادر ترامب الاجتماع أمس، دون أن يدلي بأي تصريح إضافي.
من جهته، وصف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الاجتماع بأنه كان “مثمرا”، وذلك في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، لكنه لم يوضح أكثر. وأشار التقرير إلى أن إردوغان من المقرر أن يلتقي ترامب مجددًا في البيت الأبيض الخميس المقبل.
ولفت “بوليتيكو” إلى أن البيت الأبيض لم يرد فورًا على طلب للتعليق. وأكد أن القادة العرب أبدوا امتعاضهم من رفض ترامب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن دعمه المتواصل لنتنياهو في حربه التي توسعت لتشمل عدوان على الدوحة، عاصمة الدولة الوسيطة.
وأشار الموقع إلى أن القادة العرب حاولوا خلال الاجتماع إقناع ترامب بأن أي توغل إسرائيلي في الضفة الغربية “قد يؤدي إلى انهيار ‘اتفاقات أبراهام‘”، وفق ما نقل عن مصدرين مطلعين. ولفت إلى أن ترامب يعتبر هذه الاتفاقات أبرز إنجاز للسياسة الخارجية في ولايته الأولى.
قادة عرب ومسلمون بعد اجتماعهم بترامب: إنهاء الحرب وإعمار غزة
وأصدر قادة الدول العربية والإسلامية المشاركون في القمة التي عقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيانًا أكدوا فيه ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة بما يكفل إطلاق سراح المحتجزين، ورفض محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني.
وشدد البيان على أهمية السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة، ودعم جهود إصلاح السلطة الفلسطينية، وضمان استقرار الضفة الغربية والمقدسات في القدس. كما دعا إلى وضع خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع استنادًا إلى مبادرة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مع الالتزام بالعمل المشترك مع الولايات المتحدة لضمان إعادة بناء حياة الفلسطينيين.
وجاء في البيان أن قادة الدول المشاركة في الاجتماع مع ترامب أكدوا “ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية”، معتبرين ذلك “الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم”.
وجدد البيان “الرفض القاطع للتهجير القسري وضرورة السماح بعودة الذين غادروا”، مشيرًا إلى “الوضع المأساوي غير المحتمل في قطاع غزة، بما في ذلك الكارثة الإنسانية والخسائر البشرية الفادحة”. كما شدد القادة على “ضرورة وضع تفاصيل خطة لتحقيق الاستقرار، مع ضمان استقرار الضفة الغربية والمقدسات في القدس”، وأكدوا دعمهم “جهود الإصلاح في السلطة الفلسطينية”.
وجاء في البيان: “نجدد التزامنا بالتعاون مع الرئيس ترامب ونؤكد أهمية قيادته من أجل إنهاء الحرب وفتح آفاق لسلام عادل ودائم”.
وأكد المشاركون على “ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، استنادًا إلى خطة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلًا عن الترتيبات الأمنية، مع مساعدة دولية لدعم القيادة الفلسطينية”، مؤكدين التزامهم بالعمل المشترك “لضمان نجاح الخطط وإعادة بناء حياة الفلسطينيين”.
وختم القادة بالتشديد على “أهمية الحفاظ على الزخم لضمان أن يكون هذا الاجتماع بداية لمسار على الطريق الصحيح نحو مستقبل يسوده السلام والتعاون الإقليمي”.