ترامب اعتبر أن مكانة الولايات المتحدة استعادت احتراماً غير مسبوق، مشيراً إلى اتفاقات تجارية تفاوضت عليها إدارته مع عدد من دول وشركاء إقليميين.
التغيير: وكالات
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة مطوّلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، عرض خلالها ما وصفه بـ«إنجازات إدارته» وطرح رؤية حادة للنظام الدولي، داعياً إلى إعادة ترتيب الأولويات الدولية و«العمل بدلاً من الكلمات» لمواجهة التحديات العالمية.
في مستهل كلمته قال ترامب إنه منذ آخر مرة وقف فيها في القاعة «تغيّر العالم»، وتناول سلسلة ملفات داخلية وخارجية، من بينها إنجازات على الحدود والاقتصاد والسياسة الخارجية.
وذكر أن سياساته نجحت في وقف تدفّق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وأن «الأرقام وصلت إلى صفر» لشهور متتابعة، في ما وصفه بتحكم كامل في ملف الهجرة.
وعلى الصعيد الدولي، اعتبر ترامب أن مكانة الولايات المتحدة استعادت احتراماً غير مسبوق، مشيراً إلى اتفاقات تجارية تفاوضت عليها إدارته مع عدد من دول وشركاء إقليميين، وإلى اتفاقات لتعزيز الإنفاق الدفاعي داخل حلف شمال الأطلسي بناءً على طلبه، ما عزّز، حسب قوله، قدرة التحالف ونفوذه.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى دور واشنطن في السعي لوقف نزاعات مسلحة، مدعياً أنه ساهم خلال سبعة أشهر فقط في إنهاء «سبع حروب مستعصية» بين دول عدة، وأبدى استياءه من «غياب دور فاعل للأمم المتحدة» في تلك المساعي، متسائلاً عن جدوى المنظمة إذا اقتصرت مهمتها على «كتابة بيانات قوية دون متابعة فعلية».
وتطرق ترامب إلى الملفّين الأبرز في الشرق الأوسط، إيران وقطاع غزة. وجدد موقفه الرافض لامتلاك «الدولة الراعية للإرهاب» للأسلحة الأكثر فتكاً، مؤكداً أنه عرض على إيران «تعاوناً مقابل تعليق برنامجها النووي»، كما طالب بوقف فوري للقتال في غزة واستعادة الرهائن، معتبراً أن أي اعتراف أحادي بالدولة الفلسطينية في هذه الظروف سيكون «مكافأة للإرهاب».
وفي الملفّ الأوروبي والملف الروسي، حمّل ترامب دولاً وخصّها بشكل غير مباشر مسؤولية استمرار النزاع في أوكرانيا من خلال شراء الطاقة الروسية، مؤكداً أن واشنطن مستعدة لفرض رسوم جمركية «قوية» قد تُجبر المستوردين على وقف تمويل الحرب عبر مشتريات الطاقة، ودعا دول أوروبا للانضمام إلى خطوة مماثلة.
كما تناول موضوعات الأمن الداخلي، معلناً إجراءات ضد شبكات تهريب المخدرات ووصف بعض التنظيمات والعصابات بأنها «منظمات إرهابية أجنبية»، وأشار إلى جهود عسكرية أميركية ضد «الإرهابيين والمهربين» في أمريكا الجنوبية، وذكر أرقاماً مرتفعة لوفيات جرّاء المخدرات.
وعن الطاقة والتجارة والمناخ، انتقد ترامب سياسات الطاقة المتجددة واصفاً إياها بأنها «غير فعّالة ومكلفة»، مؤكداً على ضرورة الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وبناء حدود أقوى لحماية السيادة الوطنية، ومبرراً أيضاً فرض رسوم جمركية كأداة دفاع اقتصادي.
ودعا ترامب في كلمته الدول الأعضاء للانضمام إلى إدارة أميركية «لصياغة عالم أكثر أمناً وازدهاراً»، مجدداً مطالباته بإنهاء تطوير الأسلحة البيولوجية والنووية والعمل العملي بدلاً من «الكلمات الفارغة» التي، على حد قوله، لا تردع الحروب.
تأتي الكلمة في وقت يشهد فيه النظام الدولي توتّرات متعددة، فيما ستُقابل مقترحات واشنطن لسياسات هجومية على التجارة والطاقة والحدود بردود فعل دولية متفاوتة داخل أروقة الأمم المتحدة وخارجها.
المصدر: صحيفة التغيير