في ظل الاهتمام المتصاعد بتعزيز التعليم النوعي في الكويت، يواصل المنهج البريطاني ترسيخ حضوره المتميز وتأثيره العميق منذ عقود. وقد رسَّخت المدرسة البريطانية بالكويت (BSK) موقعها الريادي في هذا المجال منذ سبعينيات القرن الماضي، لتُصبح واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية التي تقدم تجربة رائدة تجمع بين الجودة الأكاديمية العالمية والخصوصية الثقافية المحلية. وفي حوار خاص، التقت «» مديرة المدرسة، إيما بوي، لتتحدَّث عن فلسفة المدرسة التعليمية، والفرص التي يفتحها المنهج البريطاني أمام الطلبة، لتؤكد أن المدرسة لا تقتصر رسالتها على تقديم تعليم رفيع المستوى فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إعداد جيلٍ متكامل قادر على الإبداع والقيادة، والمساهمة الفاعلة في مجتمعه، مشيرة إلى أن المنهج البريطاني ليس كُتباً وامتحانات فقط، بل تقوم فلسفته وجوهره على إعداد إنسان متكامل… وفيما يلي الحوار.
• كيف تصفون الحضور التاريخي للمنهج البريطاني في الكويت؟
المنهج البريطاني حاضرٌ في الكويت منذ عقود طويلة، وقد اكتسب سُمعة قوية وراسخة على مدى هذه السنوات.
ونحن في المدرسة البريطانية بالكويت (BSK) محظوظون بكوننا جزءاً من هذه المسيرة منذ نحو 50 عاماً. أرى أن المنهج البريطاني يحظى بتقدير عالٍ هنا، فهو يتوافق بشكلٍ جيد مع الثقافة الكويتية، ويُوفر فُرصاً حقيقية لتمكين الطلبة من الاستفادة من أفضل ما تقدِّمه التجربة التعليمية البريطانية، سواء للكويتيين أو لأبناء الجاليات المقيمة في الكويت.
معظم الطلبة من الكويتيين ونحتفي بالتعددية الثقافية في مجتمعنا المدرسي
* مع الخبرة الممتدة لأكثر من 47 عاماً للمدرسة، كيف تلخصون أنتم رحلتكم الشخصية مع التعليم البريطاني في الكويت؟
قضيت 20 عاماً في المدرسة، وأعيش الآن عامي الحادي والعشرين فيها، وأشعر بامتنان كبير، لكوني جزءاً من مؤسسة تتطوَّر باستمرار. بدأت رحلتي كمعلمة لغة إنكليزية، ثم ناظرة، بعدها توليت إدارة الصف السادس، فالقسم الثانوي، وصولاً إلى منصبي الحالي كمديرة للمدرسة. مسيرتي المهنية كانت متوازية مع مسيرة تطوُّر المدرسة، وما زلت أعتبر تجربتي في BSK أعظم امتياز بحياتي التعليمية والعملية.
الفرص الأكاديمية والمهنية
• ما الفرص الأكاديمية والمهنية التي يفتحها المنهج البريطاني أمام خريجي المدرسة؟
المنهج البريطاني يفتح أمام الطلبة آفاقاً واسعة، ويؤهلهم للقبول في أرقى الجامعات محلياً وعالمياً. وبفضل مرونته، يتيح للطلبة في الصفين العاشر والحادي عشر الاختيار بين أكثر من 25 مادة في برنامج الشهادة العامة الدولية للتعليم الثانوي (IGCSE)، إضافة إلى 18 مادة متنوعة في مستوى «ALevel»، وهو ما يمنحهم فرصاً استثنائية لصياغة مساراتهم وفق اهتماماتهم. هذه الخيارات، مع جودة التعليم، تجعل التعليم البريطاني مفتاحاً لمستقبل بلا حدود.
• كيف تحافظ مدرستكم على جودة التعليم بما يتماشى مع المعايير البريطانية، مع مراعاة الثقافة والقِيم الكويتية؟
هناك عدة جوانب أساسية نحرص عليها. أولاً، نحن نهتم كثيراً باختيار الكوادر الأكاديمية المناسبة، فجميع المعلمين والمعلمات مؤهلون للتدريس بالمملكة المتحدة، ومتخصصون في مجالاتهم الأكاديمية المختلفة.
شراكات مع أفضل جامعات العالم وفرص متنوعة وأنشطة واسعة للطلبة
وعلى صعيد المعايير البريطانية، نحن ملتزمون التزاماً كاملاً بها، إذ إننا مدرسة بريطانية معتمدة خارج المملكة المتحدة (AoBSO)، كما أننا عضو مؤسس في منظومة المدارس البريطانية بالشرق الأوسط (BSME)، وهذا يضمن جودة إضافية لما نقدمه. في الوقت ذاته، نحرص على توافق التعليم مع الثقافة والتقاليد الكويتية منذ تأسيس المدرسة على يد السيدة فيرا المطوع بأواخر السبعينيات.
أحد الأمور المميزة في المدرسة، أنها تحتفي بالثقافة والتقاليد الكويتية، من خلال أنشطة وفعاليات طوال العام الدراسي، لا سيما أن معظم الطلبة من الكويتيين، وفي الوقت نفسه تحتفي بالتعددية الثقافية التي نتمتع بها، إذ تضم المدرسة طلاباً وطالبات من حوالي 80 جنسية مختلفة.
شراكات وبرامج تبادل
• هل هناك شراكات أو برامج تبادل مع الجامعات البريطانية أو مؤسسات تعليمية دولية أخرى؟
نعم، نحن نحافظ على علاقات قوية جداً مع الجامعات البريطانية، وكذلك مع جامعات مرموقة وعالمية في أميركا وكندا وأستراليا والمنطقة العربية. المنهج البريطاني يفتح للطلبة الطريق بسهولة إلى جامعات مرموقة في المملكة المتحدة، كما يُمكِّنهم من الالتحاق بأفضل الجامعات العالمية الأخرى.
نحرص على اختيار الكوادر الأكاديمية المؤهلة والمتخصصة في مجالاتها
من جانب آخر، نُقيم شراكات فعلية مع جامعات بريطانية، تشمل استضافة ممثلي الجامعات بالكويت للتحدث إلى طلبتنا، وكذلك إرسال الطلبة إلى الجامعات في زيارات تعريفية. كما نتعاون في مجالات التدريب والتعليم، مثل برامج تدريب المعلمين وتبادل المعرفة.
أعمدة التعليم
• ما أبرز مميزات الفلسفة التعليمية في المدرسة البريطانية بالكويت؟
من الأسباب التي تدفعني لحُب العمل في إطار التعليم البريطاني، أنه يتوافق بشكلٍ وثيق مع فلسفتي التربوية الشخصية. منذ البداية، كُنت أؤمن بأن التعليم يقوم على 3 أعمدة أساسية لا غنى عنها، هي: التميز الأكاديمي، والرعاية الشاملة، والأنشطة التفاعلية.
الجودة الأكاديمية تجعل التعليم البريطاني مفتاحاً لمستقبل بلا حدود
إذا تحدثنا عن جانب الأنشطة، نجد أن طلبة المدرسة يتمتعون بفرصٍ واسعة ومتنوعة للمشاركة في أنشطة لاصفية خارج إطار الدروس اليومية. هذه الأنشطة تغطي تقريباً كل ما يمكن أن يتخيله الطالب، ومن أبرزها: المشاركة في نموذج الأمم المتحدة، والأنشطة الرياضية المتعددة والمتنوعة، وتعلم الموسيقى والعزف على الآلات، والمشاركة في المبادرات القائمة على منهج (STEAM)، الذي يشمل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، إضافة إلى الرحلات والزيارات التعليمية، سواء داخل الكويت أو إلى وجهات خارجية، مما يفتح أمام الطلبة آفاقاً أرحب للتعلم والخبرة.
تعليم متوازن
• أخيراً، ما الرسالة التي تودون توجيهها للطلبة وأولياء الأمور الذين يفكرون في اختيار التعليم البريطاني؟
رسالتي واضحة: أنتم تسيرون في الاتجاه الصحيح. أؤمن بأن النظام البريطاني يمنح الطلبة تعليماً متوازناً يجمع بين التميز الأكاديمي وبناء الشخصية. في BSK نحرص على النتائج الممتازة، كما نركز على الأنشطة اللاصفية، وتنمية القيادة، والعمل التطوعي.
المنهج البريطاني ليس كُتباً وامتحانات فقط، بل يرتكز محوره الأساسي على إعداد إنسان متكامل، لذلك يُعد النظام البريطاني الخيار الأفضل للعائلات التي تطمح لتوفير مُستقبل مشرق لأبنائها.
المصدر: جريدة الجريدة