كتب محمود الهواري:



02:17 م


23/09/2025


أطلقت منصة تيك توك ميزة جديدة باسم “Find Similar” تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد العناصر الظاهرة في مقاطع الفيديو وعرض منتجات مشابهة للبيع عبر متجرها الإلكتروني.

وأثارت هذه الميزة جدلا واسعا بعد ظهورها في مقاطع إنسانية حساسة، خصوصا من مناطق النزاع مثل غزة، ما أثار انتقادات حول حدود استغلال المحتوى البصري لأغراض تجارية.

كيف تعمل الميزة؟

بدأ ظهور الخاصية مؤخرا لدى عدد محدود من المستخدمين، حيث تظهر نافذة منبثقة عند إيقاف الفيديو، تتيح للمستخدم استعراض منتجات مشابهة للملابس أو الإكسسوارات التي يظهر بها الأشخاص في الفيديو.

ويأتي الهدف المعلن للميزة هو تسهيل عملية البحث عن منتجات مشابهة لما يشاهده المستخدمون، مثل الملابس أو الحقائب أو الإكسسوارات.

أثار التطبيق جدلا كبيرا بعد أن رُصد استخدام الميزة في فيديو نشرته قناة TRT World لسيدة فلسطينية في غزة تصرخ باحثة عن أفراد أسرتها وسط أنقاض منزلها، إذ حددت الخوارزمية تلقائيا الحجاب والملابس التي ترتديها، وعرضت منتجات مشابهة في متجر تيك توك، متجاهلة السياق الإنساني للفيديو.

وكرر الموقف نفسه في مقطع للمدونة الأمريكية Ms. Rachel، المعروفة بمحتواها للأطفال، إذ حددت الخوارزمية ملابسها وعرضت منتجات مشابهة، رغم أن الفيديو كان يسلّط الضوء على موقف إنساني ودعم لأطفال غزة.

رد تيك توك

أكدت تيك توك في إشعار رسمي أن النتائج قد تكون أحيانا غير دقيقة أو غير ملائمة، مشيرة إلى أن الميزة اختيارية ويمكن إيقافها سواء في مقاطع المستخدم الخاصة أو المقاطع التي تظهر له.

تحذيرات اء والمحللين

يرى خبراء الإعلام الرقمي أن المشكلة لا تتعلق فقط بدقة الخوارزمية، بل بالافتقار إلى الوعي بالسياق الإنساني، فالنظم المؤتمتة لا تميز بين فيديو ترفيهي أو مقطع يصوّر معاناة حقيقية، مما يجعل أي محتوى مادة للبيع والتسويق.

ويشير محللون إلى أن هذه الخطوة تعكس استراتيجية أوسع لمنصات التواصل الاجتماعي لتحويل كل لحظة من التفاعل الرقمي إلى فرصة تجارية، ما يثير تساؤلات أخلاقية حول توظيف المحتوى الإنساني لأغراض تجارية.

شاركها.