أمد/ دمشق: أكّد الرئيس السوري، أحمد الشرع، أن دمشق وتل أبيب قد وصلتا مراحل متقدمة بالمفاوضات بشأن الوضع الأمنيّ بالبلاد، مشيرا إلى أن “الكرة باتت في ملعب” إسرائيل، لتحديد المسارات المستقبلية، التي لفت إلى أنها قد تشهد “تطوّر المفاوضات”، إذا نجحت التهدئة، والتزمت بها سلطات الاحتلال.

كما شدّد على أن حصر السلاح بيد الدولة، هو الذي يحمي البلاد من النزاعات، التي شدّد على أن هناك أطرافا تحاول إبقاءها من خلال إثارة النعرات الطائفية، ومن أجل التدخل في الشأن السوريّ.

وقال الرئيس السوريّ: “وصلنا إلى مراحل متقدمة في المفاوضات مع إسرائيل، ونأمل أن تتوج باتفاق يحفظ سيادة سورية”.

وأضاف أن “إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة، وتواصل احتلال الجولان؛ لكننا لا نسعى إلى الحرب، لأننا في مرحلة بناء”.

وذكر الشرع أن “الكرة الآن في ملعب إسرائيل، لتحديد المسارات المستقبلية”، لافتا إلى أنه “إذا نجحت التهدئة مع إسرائيل،والتزمت بما يجري الاتفاق عليه، فربما تتطور المفاوضات”.

وأضاف أن “إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة منذ وصولنا إلى دمشق، وهذا عدوان، وقصف القصر الجمهوري إعلان حرب”.

وقال إن “المرحلة الأولى هي الاتفاق الأمني، وإذا كانت لدى إسرائيل مخاوف، فيمكن أن تتم مناقشتها عبر وسطاء”.

وتساءل الرئيس السوري: “السؤال هو هل لدى إسرائيل مخاوف أمنية، أم أطماع توسعية؟ هذا ما ستظهره المحادثات”.

وشدّد رئيس الإدارة السورية الجديدة بالمرحلة الانتقالية، على أن “سورية في مرحلة بناء ومن الضروري، أن يكون لديها علاقات طبيعية مع جميع الدول”.

وأضاف أن “سورية اتخذت سياسة بأن تكون لديها علاقات هادئة مع جميع الدول، وألا تكون مصدر تهديد لأي طرف”.

وتأتي تصريحات الرئيس السوريّ، فيما قدّمت إسرائيل إلى سورية قبل أسابيع، مقترحًا مفصلًا لاتفاق أمني جديد، يشمل خريطة للترتيبات الأمنية التي تسعى تل أبيب إلى فرضها، بما في ذلك نزع السلاح في المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق وحتى الحدود في الجولان المحتل.

وبحسب القناة 12، فإن الاتفاق الإسرائيل يهدف إلى استبدال اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، والذي أعلنت إسرائيل انهياره منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وأشارت إلى أن جوهر الخطة مستوحى من اتفاق السلام مع مصر، من خلال تقسيم المنطقة إلى ثلاث مناطق بترتيبات أمنية متفاوتة.

وينص المقترح الإسرائيلي على توسيع المنطقة العازلة على الحدود بمسافة كيلومترين إضافيين من الجانب السوري، بحيث يُمنع انتشار الجيش السوري أو الأسلحة الثقيلة، ويُسمح فقط بوجود قوات شرطة وأمن داخلي. كما يشمل الحظر الكامل على تحليق سلاح الجو السوري في المنطقة الممتدة جنوب غرب دمشق وحتى الحدود.

في المقابل، عرضت إسرائيل انسحابًا تدريجيًا من جميع الأراضي السورية التي احتلتها، باستثناء قمة جبل الشيخ، التي تصرّ على الإبقاء على وجودها فيها ضمن أي اتفاق مستقبلي. كما ذكرت القناة أن إسرائيل تسعى لعقد لقاء يجمع رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بالرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك نهاية الشهر الجاري، رغم أن احتمال انعقاده لا يزال ضعيفًا.

شاركها.