أكدت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى العلمي حول “تمكين الشباب.. الفتاة في صلب تنمية دامجة ومستدامة”، أن تمكين النساء والفتيات “ينعكس” على تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة، وأنه يعود بأضعاف ما ينفق في سبيله”؛ فيما شددت ماريال ساندر، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، على أن “تمكين الفتيات من التعليم والصحة الجيدة يجعلهن طاقات دافعة للتنمية والتقدم الاجتماعي”.
وقالت بوعياش إن “تمكين الشباب والفتيات يعد بمثابة تمكين للمجتمع بأسره، بكل شرائحه؛ ليس لأنهم ركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة والمستدامة فحسب، بل لأن أي تنمية مستدامة لا يمكن أن تتحقق بدون إزالة العوائق أمامهم وتوسيع فرص مشاركتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعزيز قدراتهم على المبادرة والاقتراح وضمان الإنصات إلى أصواتهم”.
وأضافت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في كلمتها خلال افتتاح المنتدى المنظم على مدى يومين من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والوكالة الدولية للطاقة من أجل التنمية، أن “تمكين النساء والفتيات هدف رئيسي وصريح من أهداف التنمية المستدامة؛ إذ هو خامس أهدافها”.
وأشارت إلى أن “التجارب أثبتت منذ سنة 2015 إلى اليوم، في إعمال هذه الأداة، أن تمكين النساء والفتيات ينعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على تحقيق جميع الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة، ويخلق أثرا مضاعفا يسرع النمو الاقتصادي ويضمن استفادة الجميع من ثماره”.
ولا تتصور المسؤولة الحقوقية ذاتها “تنمية مستدامة بدون مشاركة كاملة ومتساوية للشباب والفتيات، في جميع مناحي الحياة”، قائلة: “من منظورنا الحقوقي، نشدد دائما على أن التنمية المستدامة ترتكز على مبادئ أساسية تدمج احتياجات وتطلعات المجتمع، بما فيه الشباب والفتيات، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية الضرورية، بما يضمن احترام حقوق الإنسان والحكامة الجيدة، على اعتبار أنهم يمثلون قوة ديموغرافية هائلة”.
وشددت بوعياش على أن “غياب الالتقائية في هذه المحاور المتداخلة يظل عائقا أمام تكافؤ الفرص في التعليم الجيد والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، علاوة على عدم تحقيق المساواة الذي يفرض كلفة باهظة بينما تعود المكاسب الناتجة عن التمكين بأضعاف ما ينفق، خصوصا إذا نظرنا إلى ما يمكن تحقيقه ضمن ما نعني به عائد المساواة عبر سد فجوات الدخل مدى الحياة بين الجنسين”.
واستحضر المصدر نفسه أن “تقريرا أمميا حديثا أشار إلى أن خفض الهدر المدرسي، وإن بنسبة 1 في المائة، يمكن أن يدر دخلا عالميا يصل إلى 470 مليار دولار”.
كما أكدت بوعياش أن “التنمية المستدامة هي كذلك تصدّ لظاهرة العنف ضد النساء والفتيات؛ إذ يشكل القضاء على هذه المعضلة نقطة انطلاق لمسار تمكينهن نحو خلق بيئة آمنة تُشجعهن على المبادرة والمشاركة والابتكار”، مشيرة في هذا الجانب إلى أن “الفضاء الرسمي يبرز في هذا السياق باعتباره فضاءً للشباب والفتيات بامتياز”.
طاقات اجتماعية
ماريال ساندر، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، أكدت في كلمتها أن هذا المنتدى يطمح إلى خطة وطنية طموحة لإدماج الفتيات في المغرب، معبرة عن سعادتها “برؤية هذه المشاركة الواسعة لشابات جئن من جهات متعددة من المغرب”. وشددت على أن “جميع الحضور من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني والقطاع الخاص، حاضرون من أجل طموح واحد: جعل الفتيات أولوية وطنية”.
وأضافت ساندر أن “هذه الدينامية تؤكد أن وقت العمل حان، يجب ألّا تترك أي فتاة لحالها”، بتعبيرها، موضحة أن الصندوق الأممي “يرى أن المراهقة تمثل منعطفا حاسما” في حياة الفتيات، “بالنظر إلى أنهن يعين خلال هذه الفترة أن غياب الرعاية للصحة الإنجابية يمكن أن يؤثر على مساراتهن”.
وتابعت المسؤولة الأممية: “نعلم أن هؤلاء الفتيات حينما يكن متعلمات وفي صحة جيدة، يصبحن طاقات مهمة للتنمية والتقدم الاجتماعي”.
ولذلك يتحرك صندوق الأمم المتحدة للسكان، وفق ساندر، “من أجل دعم سياسات وبرامج مستهدفة للمراهقين، بغرض تمكينهم من المهارات والاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والصحية الضرورية لأجل مرورهم السليم والجيد نحو مرحلة النضج والشباب”.
المصدر: هسبريس