أمد/  غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ717 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ189 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.

وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

تصعيد واسع للقصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف عمارات سكنية غربي مدينة غزة، وأسفر عن سقوط المزيد من الشهداء بين المدنيين والنازحين.

جيش الاحتلال بدأ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي إنها ستشتدّ تباعا، وذلك ضمن عمليّته الوشيكة في المدينة، والذي يهدف من خلالها إلى احتلالها، فيما استشهد وأُصيب العشرات من الأهالي، بالغارات المتواصلة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي العنيف لمختلف أنحاء القطاع، ما يوقع عشرات الشهداء والجرحى يوميًّا. وترافق القصف مع تحذيرات جديدة لسكان مدينة غزة لإجبارهم على النزوح القسري جنوبًا، حيث شوهدت أعداد كبيرة من الفلسطينيين وهم يفرّون إما سيرًا على الأقدام وإما عبر المركبات والعربات التي تجرها الدواب.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 65,283 شهيدا و166,575 مصابا، منذ الســــابع من تشـــرين الأول/ أكتوبر عام 2023.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن 75 شهيدا و304 إصابات، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشارت إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

فيما بلغ عدد ما وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 5 شهداء و24 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,523 شهيدا وأكثر من 18,473 إصابة.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 أعلنت مصادر طبية استشهاد 68 مواطنا منذ فجر يوم الأحد، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وبحسب المصادر ذاتها، نقل 40 شهيدا إلى مستشفى الشفاء، و15 إلى المعمداني، و10 إلى مستشفى العودة، و3 إلى مستشفى ناصر.

 استشهد 8 مواطنين، بينهم 4 أطفال وسيدتان، وأصيب 22 آخرون جلّهم من النساء والأطفال، جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي تجمعًا للمواطنين أمام عيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

كما أفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت أيضًا برج الملش جنوب دوار أبو يوسف القوقا، خلف مسجد الصفا والمروة بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

استشهد وأصيب عدد من المواطنين، قبل قليل، جراء قصف طائرات الاحتلال المتواصل على أنحاء متفرقة في مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطنة وإصابة آخرين في قصف الاحتلال شارع الصناعة جنوب مدينة غزة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن عددا من المواطنين استشهدوا، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في منطقة السدرة بحي الدرج شرق مدينة غزة.

استشهد وأصيب عدد من المواطنين، منذ فجر يوم الأحد، جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين جراء استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في بناية تعود لعائلة الحداد قرب مفرق الشعبية بحي الدرج في مدينة غزة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الشهداء في قصف الاحتلال مناطق عدة في مدينة غزة منذ فجر اليوم ارتفع إلى تسعة، والعدد مرشح للارتفاع نظرا لعدم تمكن طواقم الإنقاذ من انتشال المفقودين في المجزرتين اللتين ارتكبها الاحتلال بحق عائلات دغمش والحداد ومحسن في حي الصبرة.

واستشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون جراء استهداف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة الآثار غرب النصيرات وسط القطاع.

كما استشهد مواطن جراء إطلاق الاحتلال النار تجاه المواطنين في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة.

ويتواصل قصف الاحتلال المدفعي بالتزامن مع تفجير مدرعة مفخخة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وتُفجّر قوات الاحتلال مجنزرة مفخخة بأطنان من المتفجّرات لتدمير منازل المواطنين في تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، الذي يتعرض منذ أيام إلى قصف عنيف ومكثف، بهدف اجبار المواطنين على النزوح نحو الجنوب.

وتطلق قوات الاحتلال تطلق النار تجاه منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع.

كما يشهد محيط جسر وادي غزة عمليات إطلاق نار متواصلة.

 أفادت مصادر طبية في قطاع غزة، بتسجيل 5 حالات وفاة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 447 شهيدًا، من بينهم 147 طفلًا.

ومنذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قِبل (IPC) بتاريخ 22 أغسطس 2025، سُجّلت 162 حالة وفاة، من بينهم 32 طفلا.

جيش الاحتلال يوسّع اجتياحه لمدينة غزة وسط نزوح ومعاناة إنسانية متفاقمة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، توسيع نطاق عملياته العسكرية في قطاع غزة عبر إدخال قوات إضافية إلى مدينة غزة، حيث يواصل هجوماً واسعاً بدأه منذ 11 آب/ أغسطس الماضي بهدف السيطرة عليها.

وفي ظل هذا التصعيد، تتواصل المأساة الإنسانية للفلسطينيين الذين يواجهون نزوحا متكررا تحت وطأة الغارات والقصف والرصاص والتفجيرات.

ويزعم جيش الاحتلال أن نحو 550 ألفا من سكان مدينة غزة قد اضطروا للنزوح منذ إعلانه خطة تطويق المدينة واحتلالها، بينما لا يزال مئات الآلاف من الأهالي باقين داخلها. بين من يتحدّى الواقع الكارثي، ومن يعجز عن النزوح، ومن يستسلم لقدر لا مفر منه، يبقى آخرون متمسكين بالصمود والصبر في انتظار أن تضع الحرب أوزارها.

وقال الجيش، في بيان، إن “الفرقة 36 المدرعة بدأت الدخول إلى مدينة غزة لتعزيز القوات المنتشرة هناك”. وخلال الأيام الأخيرة، نقل جيش الاحتلال الآلاف من جنود المشاة والمدرعات والهندسة إلى مدينة غزة، بهدف تسريع وتيرة اجتياحها ضمن خطة لإعادة احتلال قطاع غزة.

شاركها.