
تعقيب على بيان الحزب الشيوعي حول مبادرة الرباعية
بقلم : عاطف عبدالله
21 سبتمبر 2025
أصدر الحزب الشيوعي السوداني بياناً تعليقاً على خارطة الطريق التي طرحتها الرباعية (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) لوقف الحرب في السودان ومعالجة الأزمة الإنسانية والسياسية. البيان أكّد على نقاط أساسية لا يختلف عليها أحد، مثل: وقف الحرب، حماية المدنيين، وصول المساعدات الإنسانية، وقيام سلطة مدنية ديمقراطية. لكنه، في الوقت ذاته، ركّز على التشكيك في نوايا الدول المعنية أكثر من تركيزه على استثمار المبادرة بما يخدم الشعب السوداني.
إن النقد المبدئي لمصالح القوى الإقليمية والدولية مشروع، لكن الأجدى في هذه المرحلة الحرجة أن يجمع الحزب ومعه كافة قوى الثورة بين أمرين متوازيين:
الترحيب الصريح بالمبادئ الواردة في بيان الرباعية، خاصة ما يتعلق بوقف الحرب ورفض الحل العسكري وإعادة السلطة للشعب.
التحذير من المصالح الخارجية مع طرح بديل وطني يقطع الطريق أمام محاولات فرض تسويات مجتزأة.
كان من المنتظر أن يدعو الحزب، عبر بيانه، إلى توحيد القوى المدنية تحت مظلة وطنية واحدة تدير المرحلة الانتقالية وتمثل الشعب في أي مسار تفاوضي. فهذا هو الضمانة الحقيقية ألا يُختطف المستقبل مرة أخرى على يد العسكر أو الإسلاميين أو أي قوة خارجية.
إن الشعب السوداني الذي صنع ثورة ديسمبر المجيدة، وواجه الانقلاب والحرب بكل صبر وبسالة، هو القادر على صياغة طريق الخلاص. لكن ذلك يتطلب وحدة قواه المدنية، ورؤية واضحة توازن بين الداخل والخارج:
داخلياً: تنظيم الجماهير عبر لجان المقاومة والقوى النقابية والاجتماعية لتحقيق أهداف الثورة.
خارجياً: الانفتاح على أي مبادرة توقف الحرب وتدعم السلطة المدنية، مع الحفاظ على استقلالية القرار الوطني.
إن التعويل على الداخل لا يعني القطيعة مع العالم، بل يعني أن تكون المبادرات الخارجية خادمة للمشروع الوطني لا بديلاً عنه. ومن هنا فإن المطلوب اليوم ليس الاكتفاء بالتحذير، وإنما تحويل المبادرة الدولية إلى فرصة لتثبيت قوى الثورة في صدارة المشهد، وفرض سلطة مدنية ديمقراطية تعبر عن تطلعات الشعب.
المصدر: صحيفة التغيير