04:30 م


الأحد 21 سبتمبر 2025

كتبت أسماء العمدة:

ارتبط اسم قرية “شلشلمون” التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية بتاريخ طويل من التحولات اللغوية والتسميات القديمة، إذ ورد في المصادر بصيغ متعددة، أبرزها “شنشلمون”، قبل أن يستقر على شكله الحالي في العصر العثماني وأيام محمد علي باشا.

وقال مصطفى شريف، الباحث في التراث المصري، إن القرية ذُكرت في كتاب “قوانين الدواوين” لابن مماتي ضمن قرى الروك الصلاحي، كما وردت أيضًا في “التحفة السنية” لابن الجيعان في إطار قرى الروك الناصري. وتشير المسوحات الرسمية لعام 1813 ميلادية، في عهد محمد علي، إلى توثيق الاسم بصيغته الحالية “شلشلمون”.

وأضاف “شريف” في تصريحاته لـ”مصراوي”، أن بعض الباحثين يرجّحون أن الاسم مشتق من صيغة فرعونية قديمة هي “شنشلمون” أو «ShanShal Amon»، أي “معبدي آمون”، ما يعكس ارتباط المنطقة بمواقع دينية ومعابد مكرسة لعبادة الإله آمون.

وفي العصر المملوكي، توزعت أراضي القرية بين القبائل وأوقاف الدولة، ووثّق ابن الجيعان مساحتها بما يقارب 2055 فدانًا، قُدّرت قيمتها آنذاك بنحو 12 ألف دينار.

كما أشار علي باشا مبارك في “الخطط التوفيقية” إلى أن القرية كانت قائمة على تل قديم، وتضم سوقًا أسبوعية يوم السبت، بالإضافة إلى مجالس دعاوى ومساجد ونخيل وأراضٍ خصبة.

وتظهر السجلات أن القرية كانت مقسمة إداريًا إلى أربعة كفور، كفر محمد عليوة، كفر عزب غزالة، كفر محمد سحيم، وكفر حسين إبراهيم، لكن في عام 1886 أُلغي هذا التقسيم وأصبحت “شلشلمون” وحدة إدارية ومالية موحّدة.

واختتم شريف: “تُعد شلشلمون اليوم واحدة من القرى التاريخية بالشرقية، إذ تجمع بين جذور حضارية تعود للعصور الفرعونية، وموروث إداري وزراعي ارتبط بالمماليك والعثمانيين ومحمد علي، ولا يزال اسمها شاهدًا على إرث لغوي وحضاري فريد”.

شاركها.