أمد/ كتب حسن عصفور/ لم يعد هناك “ألغاز” أمنية أو “أسرار” سياسية في جوهر الحرب العدوانية التي بدأتها دولة الفاشية اليهودية ضد الوجود الفلسطيني، بعدما تمكنت من اختراق حركة حماس لتقدم لها “هدية تاريخية” لكسر العامود الفقري للكيانية الوطنية الفلسطينية، استكمالا لما قدمته لها مع وضع حجر أساس الكيان الأول للسلطة مايو 1994 نتاج اتفاق إعلان المبادئ (أوسلو)، بعدما تم استخدامها من أطراف متعددة.

عملية 7 أكتوبر 2023، موضوعيا هي تخطيط مشترك أميركي إسرائيلي، استخدموا به “حماس” الخارجة دوما عن الوطنية الفلسطينية، وغارقة في “أخونتها الفكرية السياسية”، وتذكيرا بأبرز أهدافها منذ البداية، التي تكشف كثيرها لاحقا:

*وقف قاطرة الحرب الأهلية داخل الكيان جراء ما سمي بـ “الثورة القضائية”، التي نفذتها حكومة نتنياهو، ووصفت في حينه بأنها تقود إلى هدم ما يقولون عنه “الهيكل الثالث”، ولم يكن صدفة أبدا أن أحد أهم الصحفيين اليهود الأمريكان، توماس فريدمان أن يوجه في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز رسالة إلى الرئيس بايدن لإنقاذ إسرائيل من حكومة نتنياهو:

* إعلان نتنياهو يوم 9 أكتوبر 2023، أي بعد 48 ساعة من فعلة حماس الغبية والتآمرية في آن، بأن تغيير الشرق الأوسط قد بدأ الآن، في اعتراف صريح بأن هناك مخزن أهداف تم إعداده مسبقا، وأنها حالة تعويضية لهزيمة مشروع الأسلمة الإخوانجي، للرئيس الأمريكي أوباما.

* حضور بايدن وبلينكن خلال 48 ساعة إلى تل أبيب، وتقديم دعم مالي بقيمة 6 ونص مليار دولار، والمشاركة في اجتماعات “مجلس الأمن المصغر” لمناقشة خطة غزو قطاع غزة، وهي سابقة لم تحدث من قيام الكيان.

* كشف خطة كوشنير عن الدعوة لتدمير قطاع غزة وتهجير سكانها لبناء “غزة الكبرى الجديدة، فبراير 2024.

* إعلان الرئيس الأمريكي ترامب بعد عودته مباشرة إلى البيت الأبيض، فبراير 2025 عن خطة تهجير أهل قطاع غزة، من أجل بناء “ريفييرا غزة”، وهو مشروع لا يتوافق جوهريا مع أي بعد أمني، ويكشف أنه مشروع تم الحديث عنه قبل أكتوبر 2023.

* عودة الرهائن، لم تكن أبدا هدفا من أهداف حكومة نتنياهو، وهي المسألة التي لم تدركها قيادة حماس، وتلاعبت بعض الأطراف بها، كي تستخدم غطاءا لتمرير المشروع التهويدي الكبير في أرض دولة فلسطين حسب قرار الأمم المتحدة 19/67 عام 2012، وكان كسره صفقة الدوحة مارس 2025، الرسالة الناطقة بأن الرهائن لا قيمة لهم أبدا، سوى أن يبقوا بيد حماس، كونها الذريعة الأبرز لاستكمال مشروع التدمير والتهويد.

* رفض حكومة نتنياهو المضي قدما بمقترح ويتكوف المعدل، بعدما وافقت عليه حماس، وتم ترتيب ذلك مع إدارة ترامب بالانتقال من الحديث عن صفقة جزئية إلى صفقة شاملة، دون وضوح هدفها النهائي.

* تصريحات رئيس وزراء قطر يوم 8 سبتمبر 2025، أي 24 ساعة، قبل “فيلم اغتيال قادة حماس” في الدوحة 9 سبتمبر 2025، عندما طالب قيادة الحركة الموافقة على التعديل الأمريكي دون شروط، ودون ذلك العقاب كبير.

* الذهاب نحو ضم وتهويد الضفة والقدس العلني، ما قبل مخطط (إي 1) وبعده، لا يرتبط أبدا بعمل أمني، بل هو بعد فكري سياسي تهودي.

* ورغم أن غالبية المعارضة داخل الكيان تملك مواقف عدائية ضد الفلسطنة، لكنها تعترف بين ما تعترف، إن حكومة نتنياهو هي “الخطر الحقيقي” على إسرائيل.

كثيرة هي تفاصيل الاستدلال على أن “الخطر الحقيقي على وجود دولة إسرائيل” ليس دولة فلسطين، بل دولة نتنياهو بن غفير سموتريتش، التي تبدأ من دولة الأبرتهايد الاستيطاني” في الضفة والقدس.

ولأن المسألة لم تعد معقدة، وحماس لن تحقق شيئا، بل حتى وجود قيادتها الشخصية لم يعد مضمونا بعد رسالة الدوحة، إما قتلا أو مطاردة، كي تذهب أسرار كثيرة معها، عليها أن تعلن انتهاء عملية استخدامها لتمرير المشروع التدميري الكبير، وتكتفي بما فعلت خرابا.

ولتأكيد معادلة أن حكومة نتنياهو هي الخطر الوجودي على دولة إسرائيل وليس دولة فلسطين..على حماس أن تعلن فورا الاستسلام التام..وتطلب تسليم الرهائن لفريق أمني  مصري أمريكي..دون ذلك ستبقى مستخدمة إلى حين لم يعد بعيدا.

ملاحظة: تسابق مواقع خاصة وعامة بنشر أخبار عن تشكيل “ميلشيات أمنية” في قطاع غزة..النشر بين التحذير منها وما يمكن فعله..وبين كأنها مخلص من مليشيات حماس..الاتنين في منه..لكن الأصح ان الاتنين خطر على وحدة الناس..لانهم لعبة مستخدمة لقتال بين غزي وغزي وليس غزي ومحتل..الحذر واجب جدا با شباب..

تنوه خاص: كأنه القنوات العربية عامة والخليجية خاصة.. بدها تعوض هزيمة رواية المظلومية اليهودية.. ففتحت لأصوات الكراهية والإبادة والتطهير العرقي يلوثوا سمع وبصر وثقافة كل إنسان سوي..تعربوا لا تتعبرنوا..

لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص

ومنصة أكس

شاركها.