الولايات المتحدة تنظر إلى الخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن السد باعتبارها قضية حيوية تمس أمن واستقرار المنطقة، بحسب مستشار الرئيس الأمريكي.
التغيير: وكالات
أكد مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “مستعدة لبذل كل الجهود الممكنة لدعم حلول سلمية وعادلة” في ملف سد النهضة الإثيوبي، موضحاً أن بلاده تسعى إلى اتفاق “يرضي جميع الأطراف على المدى الطويل”.
وقال بولس لقناة (الجزيرة) القطرية، إن الولايات المتحدة تنظر إلى الخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن السد باعتبارها قضية حيوية تمس أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية “لن تدّخر وسعاً في تقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار البنّاء بين الأطراف الثلاثة”.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن واشنطن تدرك “حساسية الملف وتعقيداته التاريخية والسياسية والفنية”، لكنها ترى أن الحلول التفاوضية المستندة إلى التعاون الإقليمي تظل الخيار الوحيد لتفادي التصعيد، مؤكداً أن بلاده تسعى إلى دعم اتفاق “مستدام وعادل يحفظ مصالح جميع الشعوب في مياه النيل”.
ويُعد سد النهضة الإثيوبي الذي شرعت إثيوبيا في تشييده منذ عام 2011 على النيل الأزرق، وتم افتتاحه رسمياً في العاشر من سبتمبر الحالي، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في القارة الأفريقية.
وقد أثار منذ البداية توترات حادة مع مصر التي تخشى من تأثير السد على حصتها التاريخية من مياه النيل، في حين ترى إثيوبيا أن المشروع حق سيادي وتنموي يهدف إلى تلبية احتياجاتها من الطاقة وتحقيق التنمية.
أما السودان فوجد نفسه في موقع حساس بين الطرفين، إذ يخشى من التأثيرات الفنية للسد على تدفق المياه وسلامة السدود السودانية، لكنه في الوقت ذاته يرى فوائد محتملة للسد تتمثل في تنظيم تدفق النيل الأزرق وتقليل الفيضانات.
وقد قادت واشنطن خلال فترة إدارة ترامب الأولى محادثات مكثفة بين وزراء الخارجية والري من الدول الثلاث عام 2019 و2020، بمشاركة البنك الدولي، إلا أن هذه المفاوضات لم تصل إلى اتفاق نهائي بسبب خلافات حول آلية ملء السد وقواعد تشغيله في فترات الجفاف.
تصريحات بولس تعكس عودة واشنطن للتأكيد على دورها كوسيط دولي في هذه الأزمة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من أن يؤدي استمرار الخلاف دون اتفاق ملزم إلى توترات سياسية أو نزاعات إقليمية أوسع.
المصدر: صحيفة التغيير