فجر الجمعة، هزّت الفاشر مجزرة مروّعة بعد قصف مسجد أثناء صلاة الفجر بطائرة مسيّرة، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، وأثار إدانات واسعة..

التغيير: الخرطوم

تحولت مدينة الفاشر إلى ساحة مأساة جديدة بعد قصف مسجد كبير أثناء صلاة الفجر اليوم الجمعة، بطائرة مسيّرة نُسبت لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بينهم ملك دار سويني، شريف آدم الطاهر. الجريمة التي وُصفت بأنها مجزرة مكتملة الأركان وخرق صارخ للقانون الدولي الإنساني، قوبلت بتنديد واسع من منظمات وحركات وأحزاب سياسية، بينها حزب المؤتمر السوداني شبكة أطباء السودان وحركة العدل والمساواة، التي اعتبرت استهداف المصلين جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية، محذّرة من أن صمت المجتمع الدولي يشكل تواطؤًا ويفتح الباب أمام تكرار المجازر.

وقالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع ارتكبت فجر الجمعة جريمة مروّعة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حين قصفت بطائرة مسيّرة مسجدًا أثناء صلاة الفجر، ما أسفر عن مقتل 43 مصليًا بينهم شيوخ وشباب، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

جريمة حرب

وأضافت الشبكة في بيان، الجمعة، أن استهداف المصلين العزّل يمثل «جريمة حرب مكتملة الأركان» وانتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والدينية والقانون الدولي الإنساني، مطالبةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالضغط الجاد لوقف هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لتوفير الغذاء والدواء للفاشر.

وحذرت الشبكة من أن استمرار صمت المجتمع الدولي «يُعد تواطؤًا غير مباشر مع الجناة» ويفتح الباب لتكرار مثل هذه المجازر، مما ينذر بكارثة إنسانية واسعة وتهديد مباشر لحياة الآلاف من المدنيين في المدينة.

من جهته قال حزب المؤتمر السوداني إن قوات الدعم السريع استهدفت مسجد حي الدرجة في الفاشر بطائرة مسيّرة أثناء صلاة الفجر، مما أسفر، بحسب البيان، عن ارتقاء أكثر من 70 شهيدًا وإصابة نحو 10 أشخاص بجروح، بعضها خطيرة، في ظل ظروف إنسانية معقّدة ونقص حاد في المستلزمات الطبية والكادر الصحي.

جريمة بشعة

وأدان حزب المؤتمر السوداني الحادث وصفه بـ«الجريمة البشعة» التي تُضاف إلى سجل انتهاكات أطراف القتال منذ 15 أبريل، محمّلاً مليشيات الدعم السريع المسؤولية الكاملة، ومعتبراً أن الاستهداف يشكّل «إعلانًا لحرب إبادة جماعية» ضد مواطني الفاشر.

ودعا البيان السودانيين إلى نبذ الحرب والاصطفاف ضد دعاة العنف، وطالب المجتمع الدولي والرياديين السياسيين بوقف الجرائم وملاحقة مرتكبيها قضائيًا، مؤكداً أن مواقع القوة والمواجهة معلومة لدى الطرف الآخر، وأن المواجهة يجب أن تبقى بعيدة عن استهداف المدنيين وبيوت العبادة.

من جانبها أدانت حركة العدل والمساواة السودانية ما وصفته بـ”جريمة جديدة” ارتكبتها قوات الدعم السريع بقصف أحد المساجد الكبرى بمدينة الفاشر فجر الجمعة 19 سبتمبر 2025، أثناء أداء المصلين صلاة الفجر، ما أدى ـ بحسب بيانها ـ إلى مقتل العشرات، بينهم ملك دار سويني، شريف آدم الطاهر.

سلسلة مجازر

وأكدت الحركة في بيانها الصادر الجمعة،  أنّ هذه الحادثة “حلقة في سلسلة طويلة من المجازر والانتهاكات التي ترتكب على أساس عرقي وبمنهجية معلنة تقوم على الإبادة والتغيير الديمغرافي”، واعتبرت أنها “تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاسبة”.

وأضافت أنّ “الصمت الدولي تجاه ما يجري في دارفور يمثل تواطؤًا ويمنح المليشيا رخصةً لقتل الأبرياء”، محمّلة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مسؤولية “الاكتفاء بالبيانات الباهتة”، ومطالبة بتصنيف قوات الدعم السريع “منظمة إرهابية” وفرض عقوبات على قادتها وملاحقتهم أمام العدالة الدولية.

وتشهد الفاشر منذ أسابيع هجمات تُعد الأعنف منذ اندلاع الحرب، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومحاصرة نحو 260 ألف شخص داخل المدينة.

ومنذ منتصف أبريل 2023 يشهد السودان حربًا مدمرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، أودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح داخليًا، بينما لجأ مئات الآلاف إلى دول الجوار.

وتحولت الفاشر المحاصرة، إلى واحدة من أبرز بؤر الصراع، باعتبارها آخر حاضرة كبيرة في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.

وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية كونها مركزًا لعمليات الإغاثة ومقرًا لآلاف النازحين الذين لجؤوا إليها من مناطق القتال.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.