أمد/ رام الله: قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” إن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن أمس ليس إلا تأكيد جديد على انحياز الولايات المتحدة الأمريكية السافر لإسرائيل وشراكتها المباشرة معها في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، وأكثر من ذلك فإنه تأكيد آخر على تماهي إدارة الرئيس ترمب مع المخطط الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني برمته وإقامة ما أسماه رئيس حكومة الاحتلال المجرم والنازي بينامين نتنياهو “شرق أوسط جديد” يلعب فيه المحتل الإسرائيلي دور الشرطي الوكيل لسيده في البيت الأبيض، مع ما يحتمله ذلك من موافقة أمريكية على مخطط نتنياهو الآخر لتحقيق حلمه في إقامة ما دعاها “إسرائيل الكبرى” أو تواطئها معه.
وأضاف الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” أن هذا الفيتو هو السابع من نوعه الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية ضد مشاريع قرارات تطالب بوقف حرب الابادة الإسرائيلية في غزة، وقد جاء في الاجتماع رقم 10,000 لمجلس الأمن الدولي عشية انطلاق الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يعطي لهذا الفيتو رمزية كبيرة، ليس فقط في الإشارة إلى عداء الإدارة الأمريكية الدائم للشعب الفلسطيني وحقه في الحرية وتقرير المصير والعيش بكرامة على أرض وطنه، بل إلى الدور التخريبي الذي تلعبه هذه الإدارة لكل أشكال الإستقرار والسلام في دول العالم أجمع وفي العداء لحقوق ومصالح شعوبها عبر سياسات التدخل السافر في شؤونها الداخلية والقيام بدور المعطل لتطورها واستقلالها الحقيقي.
وشدد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” أن ذلك يستدعي أكثر من الشجب والرفض المستحقين لهذا الفيتو الأمريكي، باتجاه الذهاب إلى تشكل تحالف دولي للسلام، إن على شاكلة التحالف الذي تتقدم صفوفه السعودية وفرنسا فيما يتعلق بالمنطقة وحل الدولتين وضرورة إقامة دولة فلسطينية، أو على الشاكلة التي تعمل بها الصين وروسيا في إطار مجموعة بريكس للقضاء على نظام القطبية الذي تقف على رأسه واشنطن والتوجه نحو عالم متعدد الأقطاب يعيد الاعتبار للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ولمنظومة العدالة والشرعية الدولتين بعد العطب والتآكل الذي أصابها بسبب الممارسات الامبريالية للإدارات الأمريكية المتعاقبة.
كما نوه “فدا” إلى تحرك خاص مطلوب من الدول العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف حازمة ضد السياسات الأمريكية المعادية للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، مشيرا إلى أوراق الضغط العديدة التي يمكن أن تستخدمها هذه الدول من نفط وغاز وثروات وغيرها، ومشددا على أن الانتصار العربي والإسلامي للشعب الفلسطيني وحقوقه ووقوفها في وجه العدوان الإسرائيلي والأمريكي عليه، هو انتصار لعموم العرب والمسلمين ووقوف مع تطالعات ومصالح الدول العربية والإسلامية نفسها، وذكر في الإطار بالاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، وبالاعتداء المماثل أمس على الجنوب اللبناني، وقبلهما بالاعتداء الإسرائيلي على ايران، وما سبق ذلك من اعتداءات إسرائيلية لم تنقطع على سوريا واليمن.
وشكر الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تقدمت بمشروع القرار، كما شكر الدول التي صوتت لصالحه، وأكد أنه يدعم كل مواقف الدول التي قالت بأنه حان الوقت إلى خطوات عملية ضد إسرائيل تجبرها على وقف عدوانها مثل فرض عقوبات عليها، وشدد على أن الدعوة الفرنسية ومن قبلها الإسبانية بهذا الاتجاه مهمة وضرورية ويجب انضمام باقي دول العالم إليها والعمل على تطبيقها فورا.