نظم العشرات من سكان دوار المدون بجماعة إغيل نومكون، التابعة لعمالة تنغير، صباح الأربعاء 17 شتنبر الجاري، مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر العمالة، مشيا على الأقدام لمسافة تتجاوز 120 كيلومترا، وذلك للتعبير عن رفضهم لهدم منازل في طور البناء بدعوى غياب التراخيص القانونية.
المسيرة التي شارك فيها رجال ونساء وأطفال، من بينهم مسنون يعانون أمراضا مزمنة، انطلقت من دوار المدون صوب مدينة تنغير، غير أنها توقفت على مشارف جماعة بومالن دادس بعد أن طوقتها تعزيزات أمنية حالت دون وصولها إلى مقر العمالة، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وفي هذا السياق، رفعت الساكنة ملفا مطلبيا إلى السلطات تضمن عدة نقاط، أبرزها: تبسيط المساطر الإدارية الخاصة بالبناء، توفير النقل المدرسي للتلاميذ، تعويض المتضررين من الهدم وتقديم اعتذار لهم، إعادة تسعيرة النقل نحو قلعة مكونة إلى 15 درهما بدل 20، إلى جانب إحداث مستشفى محلي وإصلاح الطريق الرئيسية لفك العزلة عن الدواوير.
وأوضح عدد من المحتجين في تصريحات متطابقة لجريدة “”، أن قرارات الهدم الذي أقدمت عليه السلطات المحلية بقيادة أهل مكون خلفت استياء واسعا في صفوف الساكنة، معتبرين أن تطبيق قوانين التعمير في جماعة تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية والبنيات التحتية يعد إجحافا في حق السكان.
وأشار المحتجون إلى أن هذه القرارات المجحفة، بما فيها قوانين رخص البناء، لا يمكن تطبيقها في جماعة لا تقدم إلا عقود الإزدياد، وسجل الوفيات لساكنتها، ولا يمكن مقارنتها مع جماعة تقدم خدمات لساكنتها مثل الماء الصالح للشرب، وقنوات الصرف الصحي ومكان لرمي النفايات وبنية تحتية محترمة.
وأكدوا في تصريحاتهم، أن الغريب في الأمر هو أن المسؤولين الذين يأمرون بهدم منازل الساكنة بداعي عدم الترخيص لهم، هم نفسهم المسؤولون الذين يأمرون الساكنة خلال فصل الشتاء بإفراغ منازلهم حين تُعلن نشرة انذارية بعاصفة رعدية بداعي حفظ الأرواح، وهو ما يطرح أكثر من علامة إستفهام.
ولفتت المصادر إلى أن الملك محمد السادس عبّر في الخطاب الأخير عن عدم قبوله بمغرب السرعتين، مبرزة أن هذه المناطق لا هي في السرعة الأولى سرعة البراق وملاعب وبنية تحتية متطورة، ولا هم في السرعة التي أعرب عن قلقه منها في الخطاب الأخير، وهي سرعة البطء في تنفيد مشاريع واتفاقيات وعدم احترام الوقت المحدد.
وخلصت المصادر عينها إلى أن هذه المناطق تعيش في مغرب منسي وعاطل، ليس لأن سكانها لا يريدون أن يلاحقوا مغرب التيجيفي، وملاعب كرة القدم الفخمة، بل سُلط عليهم مسؤولون منذ سنين لم تجني منهم المنطقة إلا الويلات والقمع والقهر وأكل الأخضر واليابس.
المصدر: العمق المغربي