يحاول عدد من الأفراد، منذ مدة، تحويل مجموعة من محطات الترامواي في مدينتي الرباط وسلا إلى نقاط لممارسة أعمال تدخل في نطاق التسوّل، من بوابة استعطاف الركاب واختبار كرمهم.

ويتشارك هؤلاء الأفراد في أسلوب متعارف عليه، يتمثل في طلب إتمام ثمن التذكرة الواحدة المقدّر بـ7 دراهم، قبل اللجوء إلى بيعها، مع إعادة العملية مرارًا خلال اليوم، في حين أن فئة أخرى منهم تطلب الدراهم بشكل مباشر.

واللافت أكثر في هذا الموضوع هو انضمام مجموعة من القاصرين إلى هؤلاء، وتحديدا بالمحطات المتواجدة في شوارع رئيسية، حيث يستعطفون مستعملي الترامواي على هذا المنوال: “خويا عفاك كمل ليّا نشري ورقة!”.

ويعتبر التسول في نقاط ركوب وسائل النقل العمومي واحدا من الأنماط المتّبعة من قبل محترفي التسوّل بالمغرب، وينضاف إلى أنماط أخرى، كالتسول أمام أبواب المساجد أو داخل المقاهي، أو حتى أمام مداخل الأسواق التجارية الكبرى.

تفاعلًا مع الموضوع أكد مصدر من داخل الشركة المسيرة لترامواي الرباط ـ سلا “وجود فرقة خاصة تتكلف بموضوع المراقبة الدورية لوضعية المحطات على مستوى الخطين 1 و2″، مشيرًا إلى أن “من مهام هذه الفرقة تلافي كل ما من شأنه التأثير على السير العادي لتوزيع التذاكر وركوب العربات”.

وأوضح المصدر ذاته أن “هذه الفرقة تنشط بشكل كبير عند توصلها بإشعار من قبل المواطنين بشأن تعرّضهم لمضايقات من بعض الأفراد الذين يمتهنون التسول، ولها وسائلها لضمان تنقل سريع وناجع”؛ كما بيّن أن “المواطنين مطالبون بإبلاغ المصالح المعنية في حالة اصطدامهم بحالات شاذة، فلهذا الغرض تم إحداث وسائل خاصة للتواصل الفوري”.

وبحسب عزيز نوفل، فاعل جمعوي بالرباط، فإن “تحويل محطات الترامواي إلى بؤر أو مراكز لتجمّع المتسولين يعتبر أمرا مرفوضا، على اعتبار أن هذا السلوك يضايق المواطنين، ما يجب أن يقابل بتدخلات واضحة”.

وأكد نوفل، في تصريح لهسبريس، أن “بعض المتسولين باتوا يتّخذون من طلب التذاكر وبيعها نشاطا عاديا، ما ينتج عنه ضرر بالنسبة للمواطنين الآخرين”، مبيّناً “عدم إمكانية السماح بذلك على مستوى العاصمة الرباط، على سبيل المثال”.

وطالب المتحدث ذاته بـ”التدقيق في هوية هؤلاء الأفراد، وما إذا كانوا فعلاً محتاجين إلى مدّ أيديهم للآخرين، وتحديد أسباب لجوئهم إلى مرافق أساسية كمحطات الترامواي لممارسة أفعال تدخل في إطار التسول”.

المصدر: هسبريس

شاركها.