يومًا بعد يومٍ تتكشّف الأسرار حول العملية الإسرائيليّة الفاشلة في قطر بهدف تصفية قادة حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، الذي كان من المُقرّر أنْ يجتمعوا في الدوحة لدراسة مقترح الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، لإبرام صفقة تبادل الأسرى مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ، وما زالت وسائل الإعلام العبريّة والغربيّة تُحاوِل سبر غور التدّخل الأمريكيّ في عملية القرصنة والعربدة والبلطجة الإسرائيليّة في الدوحة، وهل حصلت إسرائيل على ضوءٍ أخضرٍ من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، أوْ السؤال الأكثر أهميةً: هل حصل رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على ضوءٍ أخضرٍ من ترامب، بعد أنْ أبلغه مُسبقًا بنيّة الكيان تنفيذ العمليّة في قطر، الحليفة لواشنطن؟.
وفي هذا السياق، كشف مراسل الشؤون الدبلوماسية في موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، المُتواجِد في العاصمة الأمريكيّة واشنطن، باراك رافيد، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، النقاب عن أنّ رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو تحدث هاتفيًا مع الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، قبل وقتٍ قصيرٍ من تنفيذ الغارة على قادة حماس في قطر، وأطلعه على الهجوم المخطط، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ نتنياهو هو الذي بادر لإجراء المكالمة الهاتفيّة مع الرئيس الأمريكيّ ترامب.
وأشار المراسل الإسرائيليّ في تقريره الى أنّ 7 مسؤولين إسرائيليين أكّدوا أنّ هناك إشعارًا مسبقًا قد تمّ تقديمه رغم ادعاء ترامب أنّه لم يتلق تحذيرًا مسبقًا من كيان الاحتلال.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، وبحسب المراسل رافيد، فقد أكّد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أنّ الإشعار تمّ قبل أنْ تطلق طائرات جيش الاحتلال الصواريخ الباليستية التي ضربت مجمع حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في الدوحة، لافتين في الوقت عينه إلى أنّه كان هناك وقت كافٍ لإلغاء الهجوم إذا لزم الأمر.
بالإضافة إلى ذلك، قال المسؤولون الثلاثة لمراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ نتنياهو اتصل بترامب بمبادرة منه حوالي الساعة 8:00 صباحًا بتوقيت واشنطن، فيما نشرت التقارير الأولى عن الانفجارات في الدوحة في الساعة 8:51 صباحًا بتوقيت واشنطن.
كما قال مسؤولٌ إسرائيليٌّ: “ترامب كان على علمٍ بالهجوم قبل إطلاق الصواريخ. جرى أولًا نقاش على المستوى السياسيّ بين نتنياهو وترامب، ثم عبر القنوات العسكرية. ترامب لم يقل لا”، طبقًا للمسؤول الإسرائيليّ.
ولفت مسؤولٌ إسرائيليٌّ آخر الى أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة أُبلغت مسبقًا على المستوى السياسي، وقال: “لو أراد ترامب إيقاف ذلك، لكان أوقفه. في الواقع، لم يوقفه”.
المراسل في واشنطن رافيد نقل أيضًا عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ ثالثٍ قوله إنّ البيت الأبيض يحاول التبرؤ من الهجوم رغم أنّ إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا، بينما قال مسؤولٌ إسرائيليٌّ رابع: “الأمريكيون يقدمون عرضًا. لقد أبلغناهم بالهجوم”.
من ناحيته، أوضح المراسل رافيد، ادعى مسؤولٌ إسرائيليٌّ خامس أنّ إدارة ترامب كان لديها اعتبارات ومصالح مختلفة دفعتها للابتعاد عن الهجوم، بينما قال مسؤولٌ إسرائيليٌّ سادسٌ إنّ هذه ليست المرة الأولى التي يختلق فيها ترامب أمورًا حول محادثاته مع إسرائيل لأسبابٍ سياسيّةٍ، وفي هذا السياق، حاول التنصّل من موافقته على العدوان الإسرائيليّ على الدوحة بسبب علاقاته الخاصّة مع الدوحة.
على صلةٍ بما سلف، نقل موقع (أكسيوس) الإخباري الأمريكيّ عن مسؤولَين إسرائيليين اثنيْن قولهما، إنّ “وزير الخارجية الأمريكيّ ماركو روبيو، الذي زار إسرائيل أوّل من أمس الاثنين، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تدعم العملية البرية في مدينة غزة، لكنّها ترغب في تنفيذها بسرعة، وإنهائها في أقرب وقتٍ ممكنٍ”، على حدّ تعبيره.
ونقل الموقع عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ كبيرٍ قوله، إنّ “روبيو لم يكبح جماح العملية البرية”، فيما أكّد مسؤولٌ أمريكيٌّ للموقع نفسه أنّ “إدارة الرئيس الأمريكيّ ترامب لن توقف إسرائيل، وستسمح لها باتخاذ قراراتها الخاصة بشأن الحرب في غزة”، طبقًا لأقواله.
جديرٌ بالذكر أنّ الرئيس الأمريكيّ ترامب نفى، مساء الهجوم الإسرائيليّ على الدوحة، علمه بخطط إسرائيل الهجوم على الدوحة، مضيفًا في الوقت عينه أنّه ليس راضيًا عن الهجوم، خصوصًا وأن قطر حليفةٌ رئيسيّةٌ لواشنطن.
وزعم المسؤولون الأمريكيون، الأسبوع الماضي، أنّ الجيش الأمريكيّ شاهد طائرات إسرائيلية في الجو وطلب توضيحًا من إسرائيل، ولكن التوضيح لم يصل إلّا عندما كانت الصواريخ الباليستية في الجوّ متجهةً إلى مجمع حماس في الدوحة، على حدّ مزاعمهم.