أمد/ غزة: أوقفت منظمات الإغاثة الرئيسة أو قلصت إلى حد كبير ما تبقى من عملياتها، في شرق مدينة غزة، يوم الثلاثاء، بعد وصول الدبابات الإسرائيلية إلى حدود المدينة كجزء من هجوم بري للسيطرة على المدينة.

وقال شون كارول، الرئيس والمدير التنفيذي للمنظمة الأمريكية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن، إن موظفيه ومليون شخص آخر في غزة “يواجهون خياراً مروّعاً لا يُحتمل، إما البقاء وربما الموت، أو مغادرة منازلهم، وربما عدم العودة أبداً”. 

 وعلّقت “أنيرا” جميع أعمالها في مدينة غزة يوم الثلاثاء، كما أوضح كارول أن الموظفين يخططون للانتقال جنوباً، في وقت حذّرت منظمات الإغاثة من أن عشرات الآلاف من السكان قد يفقدون إمكانية الحصول على إمدادات المياه الضرورية، من بين خدمات أساسية أخرى. 

وعلى مدى أشهر، سعت المنظمات جاهدة لإيصال الغذاء والماء والرعاية الطبية إلى مدينة غزة، حيث بلغت أزمة المجاعة في القطاع ذروتها، وفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.

وصدرت تعليمات لموظفي أكثر من 12 موقعاً للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك ثلاث عيادات صحية، بالبقاء في أماكنهم أو مغادرة مقارهم منذ يوم الخميس، وفقاً لبيانات أمنية للأمم المتحدة. 

وأبلغ مسؤولون إسرائيليون من مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهو ذراع تابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية يشرف على الشؤون المدنية في الضفة الغربية وغزة، العاملين في المجال الإنساني في إحاطة عُقدت يوم الخميس أن أي حركة داخل حدود المدينة ستكون “شبه مستحيلة” نظراً لكثافة العمليات. 

ومع اشتداد المعارك في شرق المدينة، حاولت منظمات الإغاثة تركيز أي خدمات متبقية في غربها، فيما أصدرت عدة مجموعات تعليمات لموظفيها بالبقاء في منازلهم مع دخول القوات الإسرائيلية إلى المدينة، لكن القليل منها قدم إرشادات إضافية للموظفين.

وقالت شاينا لو، مستشارة الاتصالات في المجلس النرويجي للاجئين: “إنه خيار شخصي لموظفينا. نحن لا نطلب منهم البقاء، ولا نطلب منهم الانتقال جنوباً”.

وعلّقت المنظمة، كغيرها من المنظمات، عملياتها مؤقتًا في مدينة غزة بسبب تواتر القصف وشدته، ووفقا للو، فقد شُنّت غارة جوية على بُعد 500 متر من مقر المنظمة الأسبوع الماضي.

فيما قال مسؤول أمني في الأمم المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل تُعطي مهلة 35 دقيقة، في المتوسط، قبل قصف أي مبنى. وتعمل الأمم المتحدة مباشرة مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية المحتلة لتهدئة العمليات العسكرية في المناطق المدنية.

في المقابل، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عزمها على مواصلة عملها رغم القصف، كذلك أكدت منظمة ميرسي كوربس أنها ستواصل توزيع المياه حتى “نفاد الوقود”.

وكانت مجموعة من العاملين في المجال الطبي تستعد لنقل معداتها جنوباً، بما في ذلك أحد آخر أجهزة التصوير المقطعي المحوسب في مدينة غزة، بعد تلقيهم أوامر بمغادرة عيادتهم يوم السبت. وحذرت تيسا بوب، المتحدثة باسم جمعية العون الطبي للفلسطينيين، من صعوبة نقلهم في هذه الفترة القصيرة، لأن التنقل مكلف ولا يمكن تحقيقه إلا “بوجود سائق أو مركبة”.

شاركها.