16 سبتمبر 2025Last Update :

صدى الاعلام_أكدت رئيسة غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، سماح حمد، أن مدينة غزة، التي يسكنها مئات الآلاف، تعيش أيامًا دامية بفعل القصف الوحشي والتدمير الممنهج للأبراج السكنية والمباني.

وأوضحت حمد خلال اجتماع غرفة العمليات، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال ترتكب جرائم جماعية يومياً تؤدي إلى سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح، وإجبار المواطنين على النزوح قسراً إلى وسط القطاع وجنوبه. وأشارت إلى أن المواطن الغزي لا يُسمح له بالتحرك أو السكن إلا ضمن نصف متر مربع فقط في المناطق التي يدّعي الاحتلال أنها آمنة، مؤكدةً عدم وجود أي منطقة آمنة في القطاع.

ونوّهت إلى خطورة الأوضاع الإنسانية للمواطنين الراغبين في النزوح من مدينة غزة إلى الجنوب، خصوصاً الأطفال في أقسام العناية المكثفة، لما يواجهونه من خطر فقدان حياتهم خلال عمليات الانتقال التي تتم مشياً على الأقدام لمدة تزيد على 14 ساعة متواصلة في ظل شح الوقود، فضلاً عن عدم وجود مستشفيات ومراكز صحية لرعايتهم.

وأكدت أهمية استمرار عمل المؤسسات الدولية والأممية في تقديم الدعم الإغاثي للمواطنين، والنداء العاجل لإدخال الخيام، مشيرةً إلى أن القطاع بحاجة إلى أعداد كبيرة ومضاعفة منها، إذ لا يتجاوز ما يدخل يومياً 160 شاحنة مقارنة بأعداد النازحين الهائلة.

وأشارت حمد إلى أن غرفة العمليات تتابع الأحداث ميدانياً عبر أعضائها الموجودين على الأرض، متمنيةً السلامة للعاملين في مجال التنسيق وتقديم المساعدات الإغاثية رغم شح الإمكانيات، واستمرار الحصار المفروض على القطاع وإغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الأساسية والخيام والشوادر والدواء، مؤكدةً أن الأولوية هي الحفاظ على أرواح هؤلاء الكوادر وعائلاتهم.

ولفتت غرفة العمليات إلى أهمية التماسك الاجتماعي بين المواطنين وأن يكونوا يداً واحدة في ظل الكثافة السكانية الكبيرة في أماكن النزوح والضغط النفسي الهائل الذي يعانيه المواطنون، مناشدةً المؤسسات العاملة في مجال التماسك المجتمعي والمجتمع المدني دعم الوحدة والتعاضد بين الناس.

وحذّر ممثلو غرفة العمليات العاملون في القطاع من خطورة الأوضاع في مدينة غزة، مؤكدين أنهم يعيشون أخطر اللحظات منذ بدء العدوان، وأن ما يقارب 250 ألف مواطن –بينهم نساء وأطفال وكبار سن وذوو إعاقة– نزحوا مشياً على الأقدام تحت خطر القصف المتواصل. وأشاروا إلى أن القطاع يعاني أزمة حقيقية في عدد الخيام والشوادر في ظل موجات النزوح الجديدة وتهالك الخيام، وأن أكثر من 2000 أسرة أصبحت بلا مأوى، إضافة إلى نفاد أغلب السلع الغذائية وارتفاع أسعار المتوفر منها وخاصة الطحين، وخروج العديد من المستشفيات على الخدمة، ونزوح عدد كبير من الأطباء إلى الجنوب، مع عدم توفر مساحات إضافية من الأراضي، الأمر الذي يهدد صمود المواطنين.

شاركها.