16 سبتمبر 2025Last Update :

صدى الاعلام_شرعت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليتها العسكرية الأوسع والأخطر منذ عامين لاجتياح مدينة غزة بالكامل، في حين يأتي هذا التطور الميداني الخطير بينما تشهد الساحة الإسرائيلية الداخلية توترات حادة وصراعًا مكشوفًا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكبار القادة العسكريين حول إدارة العملية والتعامل مع تداعياتها المدمرة المتوقعة.

بدأت العملية العسكرية فعليًا بعد أن أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء فورية لسكان مدينة غزة؛ مما أجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم في مشاهد نزوح جماعي مؤلمة.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بنزوح أكثر من 350 ألف شخص من المدينة باتجاه الجنوب، فيما لا تزال مئات الآلاف الأخرى محاصرة داخل المدينة وسط القصف المتواصل.

شكلت سلسلة الانفجارات الضخمة والمدوية التي هزت قطاع غزة ليل الأحد-الاثنين، والتي سُمع دويها حتى وسط فلسطين المحتلة، إشارة واضحة على بدء مرحلة من العملية البرية داخل المدينة.

وأكد مصدر أمني للقناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن العملية “انطلقت فعليًا والقطار لا يمكن إيقافه الآن”، مشيرًا إلى أن الآلة العسكرية الإسرائيلية تحركت بكامل قوتها لتنفيذ ما وصفته بـ”أضخم عملية عسكرية في العامين الأخيرين”.

مواجهة علنية
في تطور لافت يكشف عمق الانقسامات بين المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، شهدت جلسة مجلس الحرب المصغر الإسرائيلي، أمس الاثنين، مواجهة حادة ومباشرة بين نتنياهو وأعلى القيادات العسكرية في البلاد.

وكشفت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن تفاصيل مثيرة لهذا الاجتماع العاصف، إذ بدأ رئيس الوزراء الجلسة بتوبيخ قاسٍ ومباشر لكبار ضباط الجيش أمام حضور وزراء وكبار المسؤولين الأمنيين.

وحسب القناة العبرية، عرض نتنياهو خلال الاجتماع مقاطع صحفية منشورة تتضمن تصريحات وانتقادات من مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، حول توسيع نطاق العمليات البرية في غزة، وبرغم تجنبه ذكر اسم رئيس الأركان إيال زامير مباشرة، إلا أنه وجه إليه وللحاضرين كلامًا قاسيًا، قائلًا: “ما هذا الأمر؟ يجب أن تتوقفوا عن إعطاء إحاطات صحفية ضد العملية العسكرية، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر بعد الآن”.

واصل نتنياهو هجومه اللاذع في لهجة حازمة وغاضبة: “لقد اتخذنا القرار النهائي وعليكم التنفيذ دون نقاش! ليس هناك جيش يملك دولة، بل دولة تملك جيشًا”، وفقًا للتفاصيل التي كشفتها القناة الثانية عشرة.

وفي مشهد يعكس حدة التوتر، تدخل الوزير إيتمار بن جفير مستفسرًا من زامير عن رده على هذه الاتهامات الخطيرة، فأجاب رئيس الأركان بهدوء أنه لا يعرف شيئًا عن أي إحاطات صحفية من هذا النوع.

وفي محاولة للسيطرة على التداعيات الإعلامية لهذه التسريبات، أصدر مصدر في مكتب رئيس الوزراء بيانًا دافع فيه عن موقف نتنياهو، مؤكدًا أن رئيس الوزراء “أشار خلال النقاش إلى أن الإحاطات والتسريبات من المناقشات الأمنية تعرض القوات للخطر الحقيقي وتلحق أضرارًا جسيمة بالجهود المبذولة لتحرير المختطفين”.

تحذيرات عسكرية
في سياقٍ متصلٍ، كشفت مصادر القناة الثانية عشرة عن تحذيرات جدية ومتكررة وجهها رئيس الأركان زامير للقيادة السياسية، خلال عدة جلسات مناقشة حول العملية المرتقبة، إذ حذر من أن عملية اجتياح مدينة غزة ستحمل في طياتها تكاليف باهظة ومدمرة على عدة مستويات، بدءًا من التداعيات الدولية والأزمة الإنسانية الطاحنة، وصولًا إلى الخسائر البشرية الجسيمة في صفوف الجنود.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن رئيس الأركان قدم تقديرات صادمة للقيادة السياسية، تتوقع سقوط عشرات الجنود الإسرائيليين خلال المعارك الشرسة المنتظرة داخل الأحياء المكتظة بالسكان في مدينة غزة.

شاركها.