أمد/ تل أبيب: أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير اعتزامه إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، منتقدا أداء برنامج صندوق إغاثة غزة (GHF) ووصفه بـ”الفاشل”، في حين هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب “الضبابية التي تخيم على مصير العملية العسكرية الموسعة”.
وقال زامير في سياق اجتماع باللجنة الفرعية للاستخبارات، وهى لجنة سريَّة تتبع لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست): “لا أفهم لماذا تتدفق الأموال على صندوق الإغاثة، ولماذا زادت أعداد مراكزه إلى 12، والواقع يؤكد فشله في توفير حاجة الغزيين من الغذاء؟”، وفق ما نقلت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وفي رد على سؤال بعض أعضاء الكنيست حول إمكانية فرض حصار جديد على غزة بعد إخلاء قاطنيها، قال زامير: “سندخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، طالما يوجد سكان هناك، وفقا للقانون الدولي”.
“الضبابية” في غزة
وحسب تسريبات نقلتها الصحيفة العبرية عن مصادر حضرت الجلسة، شن زامير هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وانتقد حالة الضبايبة التي تخيم على مصير عملية إسرائيل العسكرية في مدينة غزة، مشيرا إلى امتعاضه من تحفظات نتنياهو على تحديد ملامح “اليوم التالي” في القطاع، والمراحل التالية من القتال بعد غزة.
وأوضح بأن “رئيس الوزراء لا يخبرنا ما هي المرحلة التالية، فنحن لا نعرف ما الذي نستعد له، ولا يمكننا الرد على أسئلة قادة الجيش الإسرائيلي”.
وعلى غرار اجتماع الحكومة قبل أسبوعين، وحسب مصادر مطلعة على محتوى المباحثات، كرر رئيس الأركان تحذيراته بشأن خطة العمل التي تم اختيارها فيما يتعلق بمدينة غزة، وأعاد سرد المخاطر التي تنطوي عليها، وأقر بأن الحكومة لن تكترث بتحذيراته في نهاية المطاف، حسب “يديعوت أحرونوت”.
غياب الشرعية الدولية للعملية
لكن الصحيفة أشارت إلى الماخطر التي عدَّها زامير، ومن بينها، تعريض حياة جنود وضباط الجيش الإسرائيلي للخطر، فضلًا عن التضحية بحياة الرهائن، وغياب الشرعية الدولية للعملية، والصدام مع الغزيين خلال عمليات الإجلاء.
رغم ذلك، أكد زامير أنه “سيواصل تنفيذ تعليمات المستوى السياسي رغم اختلاف الآراء”.
وأضافت الصحيفة أنه “حتى إذا بقي معظم سكان غزة في المدينة، فلن يؤخر ذلك تمرير العملية العسكرية، ومن المقرر، بموجب الخطة، تقدم القوات ببطء وحذر، بل ستتمكن من رؤية حشود الغزيين وهي تفر جنوبا، رافعين راية بيضاء، كما في المناورة الأولى في المدينة”.
إلى ذلك، يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال استغلال حماس هذا الوضع لشن هجمات على مقاتلي الجيش على طول مسارات الإخلاء.
اكتمال الاستعدادات للمرحلة البرية
وتأتي تصريحات زامير قبيل بدء المرحلة البرية من عملية “عربات جدعون 2″، وفي وقت غادر فيه نحو 300 ألف فلسطيني حتى الآن مدينة غزة إلى الجنوب، وسوف تغادرها أعداد أكبر، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، عندما يشاهدون الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وهى تقتحم الأحياء الواقعة غرب المدينة.
ومساء يوم الثلاثاء الماضي، اكتملت الاستعدادات للمرحلة البرية، وتعمل كتائب الجيش الإسرائيلي على تمكين الألوية من دخول غرب المدينة، التي تمركزت في محيطها مئات المركبات الهندسية، لا سيما في منطقتي الزيتون جنوبا والشيخ رضوان شمالا.
وتضم اللجنة الفرعية للاستخبارات التي شهدت اجتماع زامير السري، أعضاء كنيست من الائتلاف والمعارضة، ويتمتع أعضاء اللجنة بصلاحيات الاطلاع على خطط القتال والمراجعات، على غرار أعضاء الحكومة الموسعة، بل ويرى البعض أنها أكثر اطلاعا.
وصرح وزراء لصحيفة “يديعوت أحرونوت” بأنه يتضح أن “رئيس الأركان وقبل انطلاق عملية “عربات جدعون 2″، ينفذ التعليمات لمجرد صدورها عن المستوى السياسي، وليس لأنه يعتقد أنها الإجراء الصحيح، ونحن نرى ذلك”.