مرتضى الغالي
أصدر الكيزان في وقت واحد (ثلاثة بيانات) جاءت على وتيرة واحدة وبمحتوى واحد ومفردات واحدة (حذوك النعل بالنعل)..! وكلها ترفض بلسان مشقوق واحد بيان المجموعة الرباعية بشأن السودان (مصر أمريكا السعودية والإمارات)..!
البيانات الثلاثة صدرت باسم ثلاث جهات (شبحية هلامية غير مشروعة) وبأسماء مختلقة لجهة واحدة: (الحركة الإسلامية المؤتمر الوطني وزارة الخارجية )…!
فلا شرعية لوجود شيء اسمه الحركة الإسلامية ولا وجود لأي تسجيل لها في السودان..والمؤتمر الوطني حزب محلول بأمر الثورة ووثيقة الدستور…ووزارة خارجية بورتسودان (جسم إسفنجي) فاقد الشرعية ضمن سلطة وهمية أنشأها انقلاب دموي أبطل الحكم المدني وأشعل حرباً دموية على شعب السودان…!
إنها وزارة يديرها الكيزان..ولا تسأل عن “حكومة أمل كامل إدريس”..فهذا رجل معزول مخنوق بكرافتته..يهيم في أضغاث أحلامه وترفرف حول مضجعه خيالات الأماني..!!
لا بد أن يرفض الكيزان قرار الرباعية لأن بنود البيان تتعارض قطعياً مع مشروعهم ونواياهم تجاه الوطن وأهله..!
ذلك أن دعوة الرباعية لإيقاف الحرب وإنهاء تدفقات السلاح التي تطيل أمدها تصيبهم قي مقتل وتقصم ظهر المليشيات وتحجب (تدفق العمولات)..! فمصالح الكيزان وأهدافهم لا تتحقق إلا باستمرار حالة الحرب والموت والخراب..هذه من البديهيات التي لا يمكن أن يختلف عليها عاقل أو معتوه..!
ودعوة الرباعية لتحقيق الأمن والاستقرار وحكم القانون (تخرب بيوتهم) وتقطع موارد أرزاقهم..وتعيد لأذهانهم (كوابيس ثورة ديسمبر)..فمَنْ قال للرباعية أن السودانيين يريدون الأمن والاستقرار..؟!
ودعوة الرباعية بتهيئة عودة النازحين إلى مساكنهم واستعادة حياتهم الطبيعية من القواصم التي تتعارض مع إستراتيجية الكيزان في (التهجير الجماعي) وصناعة الفوضى وفتح طريق العودة للسلطة..!!
ودعوة بيان الرباعية إلى تكثيف المساعدات الإنسانية لجميع أبناء الشعب السوداني فهذا أبعد ما يكون عن فكر الكيزان علاوة على ما يسببه من تعويق لمصالح عضويتهم التجارية وجماعات نهب الموارد وسماسرة (تخزين العيش)..! كما لا بد أن يجوع السودانيون ويتشرّدوا ويروا (نجوم الضحى) حتى يؤمنوا بأهمية برامج (هيئة التضرّع) ولجان الذكر والذاكرين..!
أما دعوة البيان إلى ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة السودان وسلامته الإقليمية والحفاظ على مقدرات الدولة فيعني في نظر الكيزان كارثة محققة تقيّد أياديهم من القتل والنهب..وتلحق أضراراً جسيمة بـ(علاقاتهم الخارجية)..!
ولكن العقبة الأكبر و(الذنب الأعظم) ومصدر (العكننة والجقلبة الأفظع) فهو دعوة بيان الرباعية إلى إجراءات انتقالية عملية في غضون تسعة أشهر لإقامة حكومة مستقلة بقيادة مدنية..!
كان لا بد أن يرفض “هؤلاء الأبرار” بيان الرباعية لأنه لم ينص على تولي “الحركة المسيلمية وحزبها المقبور” السلطة والثروة في السودان..ولم يمنحها الولاية (على البنك المركزي) ومعدن الذهب..!
وقد أخطأ البيان فلم يكفل لها الحق في إقامة وإعادة تأهيل ما شاءت من (بيوت الأشباح)..وأن تزرع ما شاءت من (مسامير القلووظ) و(حديد اللينيا) في رءوس وأدبار ما شاءت من المرجفين..! الله لا كسّبكم..!!
المصدر: صحيفة التغيير