أمد/ تعقد في العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية واسلامية لرد على العدوان الاسرائيلي على اراضيها بالرغم ان انعقاد القمه ياتي في فتره حساسه مع غياب كامل للافق السياسية الغربية وخاصة الامريكية لحل الازمات التي تعصف بالشرق الاوسط والتي تعتبر تحدي واختبار لاعادة صياغة الموقف الجماعي العربي اتجاه التحديات المصيرية التي تواجه العرب لدفاع عن سيادة اراضيهم ووقف المجازر على قطاع غزة وفرصه تاريخية لاختبار الارادة العربية في الدفاع عن كرامتها المهدورة وامنهم المستباح…الخ.
تاريخ يوم الاثنين القادم 15 سبتمبر هو ذكرى توقيع اتفاقيات (السلام الابراهيمية) مع بعض الدول العربية التي قامت اسرائيل بانتهاك مفهومها الروحي وايضا تنتهك منذ سنوات اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية وادي عربة ورغم انتهاك سيادة اكثر من دولة عربية وخاصة الدولة القطرية لم تقم اي من الدول العربية المطبعة مع اسرائيل من اتخاذ الحد الادنى من الاجراءات الفورية ضد اسرائيل مما يؤكد بشكل واضح ان القمة لا تملك الارادة السياسية الحقيقية للتحرك لوقف اسرائيل المعتدية عند حدها.
وطبيعة التحالفات وتضارب المصالح الاستراتيجية والامنية والاقتصادية والعسكرية والسياسية للدول العربية ال22 سيؤدي حتما الى افشال اي تحرك جماعي جدي للوقوف ضد العدوان المستمر على الفلسطينيين وعدة شعوب عربية.
وغياب كامل لثقافة العمل الجماعي والارادة السياسية لاتخاذ اجراءات ملموسة مثل تجميد الاتفاقيات مع اسرائيل وقطع العلاقات الدبلوماسية او على الاقل عمل تحرك جماعي قانوني او سياسية او افتصادي.
وكل القرارات التي تصدر عن القمم العربية تبقى حبر على ورق لافتقار الجامعة العربية لآليات تنفيذ واجتماع القمة غدا حتى لو نجح باصدار قرارات مصيرية هامة لن تستطيع تطبيقها الا في حالات نادرة بشكل فردي للدول المستهدفة كابعد تقدير.
وايضا تدور معظم الدول المشاركة في القمه العربية في فلك الولايات المتحدة ولا تملك اي مساحة متاحة لتحرك فالضغوط الاقتصادية والاعلامية والسياسية والعسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربين ستفرغ القمة العربية من مضمونها وتمنع أتخاذ اي مواقف جريئة كما فعلت مع القمم العربية السابقة.
وربما مجرد انعقاد القمة بعد عدة ايام فقط من العدوان يعطي القمة طابعا رمزيا وسياسيا الا ان كل المؤشرات والمعطيات تدل ان مصير القمة لن يختلف عن سابقاتها بدون اي تاثير ملموس على الارض طالما ان القرار السياسي للدول العربية مرهون للدول الخارجية القوية والتجاذبات الداخلية المعقدة …فالرمزية وحدها لا تصنع سياسة ولا فعل ميداني لذلك ستبقى القمة العربية اسيرة الشعارات وارسال رسائل استغاثة للمجتمع الدولي للتدخل لوقف الاعتداءات الاسرائيلية عليها وعلى الشعب الفلسطيني المحتل والخروج من هذا المأزق بحاجه ماسه لطرح مشروع عربي جماعي ضمن استراتيجية وبرنامج واجراءات تعيد الحياه للعمل العربي المشترك وتحافظ على الأمن القومي والكرامة العربية ..الخ.
